ثقافة و فن

الدار البيضاء: “لقاء الوفاء” ضمن فعاليات الدورة 13 للمعرض الوطني للكتاب المستعمل 2025

أحـــمـــد ربـــاص/تـــنــويـــر
للمرة الثانية، خلال الدورة 13 للمعرض الوطني للكتاب المستعمل بالدار البيضاء المنظم هذه السنة تحت شعار “الكتاب المستعمل، ذاكرة تتحدى النسيان”، أقام نادي القلم المغربي، بتنسيق مع مقاطعات درب الفداء، يوم الأربعاء ثاني يوليوز الحالي، ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء، لقاء تميز بكونه “لقاء الوفاء”، تكريما لروح مصطفى عربة من خلال استحضار سيرته الذاتية ومساره السياسي والتطوعي الحافل بالعطاء ونكران الذات في خدمة الساكنة.

كشهادة للحقيقة والتاريخ، يرجع الفضل في إقامة هذا الحفل التكريمي تحت اسم “الخيمة الثقافية مصطفى عربة”، إلى الكاتب والفنان عبد الله اتهومي الذي انتقد، في إحدى تدويناته عندما افتتح المعرض، غياب أي إشارة إلى الرجل المؤسس عندما كان المعرض يقام في ساحة قلعة السراغنة.
أسندت مهمة تسيير هذا اللقاء إلى السيد عبد اللطيف عسول الذي افتتحه بدعوة الحضور إلى تلاوة الفاتحة ترحما على روح الفقيد.
بهذه المناسبة، تم إلقاء كلمات تضمنت شهادات عن سي مصطفى بحضور أقاربه وأصدقائه.
شارك في هذا الحفل التكريمي كل من السيد إكليوين محمد، رئيس مقاطعة الفداء، وأنيس الرافعي، الكاتب والقاص الغني عن التعريف، ويوسف بورة، رئيس جمعية الكتبيين البيضاويين.

في كلمته، عبر رئيس مقاطعة الفداء عن حزنه وألمه لفراق السيد مصطفى عربة، معددا مجموعة من مناقبه وخصاله سواء خلال مسيرته المهنية أو السياسية، موجها كلمة شكر وحب ووفاء لكل الحضور وكل من ساهم في إقامة هذا اللقاء.
بعد ذلك تناول الكلمة تباعا إدريس منتصر الإدريسي، مستشار بالمجلس وصديق الراحل، محمد محب، صديق الفقيد ورفيقه في العمل السياسي، عبد العالي حجي، رفيق الراحل خلال مسيرته السياسية والجمعوية، نجية عبد الكريم مناضلة حزبية، علاوة على شهادات في حق الراحل من بعض المستشارين بالمجلس وعدد من فعاليات المجتمع المدني و أسرته وأصدقائه.
من باب ثقافة الاعتراف، أدلى عبد الله أتهومي، صاحب فكرة الحفل التكريمي، بشهادة في حق سي مصطفى قسمها إلى ثلاثة أقسام.
قال في القسم الأول إن الأستاذ مصطفى عربة كان له شغف كبير بقراءة الكتب لهذا أهداه كتابه “بغداديات، نصوص ولوحات” في إحدى المرات التي كانا يلتقيان فيها كل يوم أربعاء وجمعة لممارسة الرياضة في حديقة لارميطاج. وذكر اتهومي أنه حين أصدر كتابه “عين الشق، الحي النواة والامتداد” اقتنى سي مصطفى نسخيتين واحدة له والأخرى قال لي أنه أهداها إلى صديقه الدكتور حقيقي الذي تتلمذ معه في نفس المدرسة. وبالفعل حين انتهاء حفل التكريم جاء الدكتور وقال له إنه بالفعل أهداه كتابي الذي اعتبره الدكتور حقيقي مفيدا.
ثانيا، كان يناقش مع مصطفى عربة الوضعية المزرية التي كانت عليها في التسعينيات القرن الماضي حديقة لارميطاج حيث أضحت موضعا لرمي النفايات الصلبة الناتجة عن البناء. ولما كان الهدف هو العمل على تغيير وجودها، قال له أن جمعية “درب المتر بوشنتوف” بقيادة المناضل الفذ عبدالله زعزاع قامت بحملات نضالية دائمة هدفها المحافظة على حديقة “لارميطاج”، فتدخل، رحمه الله، وشارك كقيادي في تنظيم حملة كبيرة قام بها مستشارو حزب “الوردة” ليس فقط على مستوى مقاطعة الفداء بل على مستوى مدينة الدار البيضاء، إلى جانب مشاركة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل عبر تنظيم ورشات لإزالة النفايات الصلبة من حديقة لارميطاج.
أما القسم الثالث من شهادته، فقد خصصه للحديث عما تعرض له المحتفى به من جرح إثر الانفجار الإرهابي في شارع شعيب الدكالي.
وفي الأخير، أعلن عبد الله اتهومي عن تأييده لكل المواصفات الإنسانية والأخوية والخلقية والمبادئ النبيلة التي كان يتميز بها، والتي أتى على ذكرها أصدقاؤه وأفراد عائلته.
تخللت فقرات هذا اللقاء قراءات شعرية في رثاء الراحل من إلقاء الشاعرة مليكة الطالب.
للإشارة، تقرر أن تواكب هذه الدورة المستجدات الثقافية والاجتماعية والنقدية، من خلال تقديم ومناقشة إصدارات جديدة لكتاب وأدباء ومفكرين مغاربة، في مختلف مجالات المعرفة، ما يعزز من موقع المعرض كمنصة للحوار الفكري والانفتاح على مختلف التيارات والرؤى.
يبقى أن نشير في الأخير إلى أن المعرض الذي كان ينظم بساحة السراغنة، تمت إقامته هاته السنة بشارع موديبوكيتا، أمام إعدادية الغزالي، بالقرب من درب الفقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى