بوزنيقة: السكان يطالبون بفضاء عمومي يليق بأحلامهم

تنوير: متابعة
تفتقد بوزنيقة إلى فضاءات عمومية تليق بكرامة سكانها وطموحاتهم. لكن ما نراه اليوم في المشروع الجديد المتعلق بتهيئة الحديقة الواقعة في واجهة المدينة، لا يمكن إلا أن يبعث على الحزن والاستغراب.
كيف يمكن لمدينة عريقة، ذات تاريخ وثقافة وحسّ جمالي، أن تقبل بحديقة إسمنتية، مطلية بطلاء وردي باهت، يفتقر إلى الذوق ويجافي أبسط مقاييس الجمال الحضري؟
تعب سكان بوزنيقة من مشاريع التقشف العمراني التي تُنفَّذ في الأحياء الشعبية والهامشية، وكأنهم لا يستحقون سوى البقايا. كيف يعقل أن تُطلى الممرات بالإسمنت فقط، في حين أن مدنًا أقل إمكانيات باتت تفخر بفضاءاتها المرصوفة بالرخام أو الزليج المغربي الرفيع؟
كيف نفسر الإصرار على زرع نخيل مستورد باهظ الثمن، في وقت بدأت فيه مدن كبرى كالدار البيضاء تتراجع عنه لصالح أشجار محلية مفيدة وجميلة، بفضل جهود المناضلين البيئيين؟
لا يطلب سكان بوزنيقة المستحيل، بل فقط فضاء عموميا يليق بأحلامهم. يا ما صبروا على قلة الإنارة، وقلة الماء، واختناقات السير، ونقص المرافق، لكن أن يُحتقر ذوقهم بهذه الصورة، فذلك ما لا يمكن السكوت عنه.
أين هي كفاءاتنا في التعمير؟ أين المهندسون، والتقنيون، والمصممون الحضريون؟ أين الحوار مع ساكنة المدينة؟ أين دفاتر التحملات التي تحترم الجودة والذوق والمسؤولية؟