أخبار وطنية

أمريكا تربك خصوم الوحدة الترابية

مقترح اعتبار بوليساريو تنظيما إرهابيا يضيق الخناق على الجبهة ومحتضنها

برحو بوزياني

أكد المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية، أن جبهة بوليساريو أضحت كيانا مترنحا في حالة موت سريري، ولم تعد تمتلك سوى وهم الخطاب المتآكل، والارتهان لأجندات إقليمية معروفة بعدائها للوحدة الترابية للمملكة.

وأوضح المركز، في بيان له لمناسبةالمستجدات المتسارعة إقليميا ودوليا،والتحولات الجوهريةالمرتبطةبقضية الصحراء المغربية، أن أي حل سياسي يستحضر بوليساريو طرفا هو في الحقيقة محاولة بائسة لإسعافها من الموت، وتمديد غير مبرر لعمرها السياسي المصطنع، مشيرا إلى أن  المتغيرات الواقعية على الأرض، وارتفاع أصوات معارضيها من داخل مخيمات تندوف، وفقدانها لأي شرعية تمثيلية دولية، تؤكد أنها لم تعد سوى أداة معطلة في خدمة مشروع عدمي مقيت.

وأوضح المرصد الذي يرأسه محمد الطيار، أن تصنيف جبهة بوليساريو حركة إرهابية يشكل محطة حاسمة نحو إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، لما يترتب عن هذا التصنيف من عزلة قانونية وأمنية دولية للكيان الانفصالي والإرهابي، وتجفيف لمنابع دعمه الخارجي.

ودعا المرصد، بناء على هذه المعطيات، إلى ضرورة مواصلة الحسم الإستراتيجي في التعامل مع هذه الجماعة الانفصالية، على قاعدة رفض كل محاولة لإعادة تدويرها أو إدماجها كفاعل في أي حل مستقبلي. كما أهاب بجميع القوى الوطنية الحية إلى توحيد الخطاب والموقف حول قضية  الصحراء، واعتبار مبادرة الحكم الذاتي، التي اقترحتها المملكة المغربية في 2007 هي الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل – ولكن دون بوليساريو، التي لم تعد تمثل حتى سكان المخيمات.

من جهته، أكد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن مبادرة تصنيف ميليشيا بوليساريو تنظيما إرهابيا، التي طرحت مؤخرا داخل الكونغرس الأمريكي، تمثل نقطة تحول جوهري في التعاطي الدولي مع نزاع الصحراء.

وأوضح عبد الفتاح في تصريح لـ “تنوير”، أنه حين تطرح مبادرة من هذا المستوى داخل مؤسسة تشريعية أمريكية عريقة مثل مجلس النواب، فإن الأمر لا يكون مجرد اجتهاد سياسي معزول، بل هو تعبير عن بداية تحول عميق في الإدراك الأمني والمؤسساتي لطبيعة الكيان الانفصالي.

وأوضح رئيس المرصد الصحراوي أن بوليساريو ظلت لسنوات تحاول التسويق لنفسها حركة “تحررية”، بينما الواقع، الذي باتت تؤكده تقارير عديدة، يشير إلى تورطها في ممارسات تندرج ضمن تعريف الإرهاب العابر للحدود، من استهداف المدنيين، إلى تجنيد الأطفال، إلى تسيير شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الساحل والصحراء.

وخلص المحلل السياسي إلى أن هذا التحول التشريعي الأمريكي، يكتسي دلالة إستراتيجية كبيرة، لأنه يعكس تقاطعا بين المتغيرات الأمنية في المنطقة، خصوصا ما يتعلق بتعاظم التهديدات الإرهابية في الساحل، وبين إدراك واشنطن المتزايد لخطورة السماح ببقاء تنظيم مسلح مثل بوليساريو خارج دائرة التصنيف القانوني الصارم.

وأكد الخبير في ملف الصحراء أن الحدود بين الميليشيا والعصابة المسلحة باتت تتكرس، والخط الفاصل بين المشروع السياسي المشروع والعمل الإرهابي صار واضحا، خصوصا في ظل تصاعد الهجمات المباشرة على المدن المغربية، وتزايد التنسيق الميداني بين عناصر الجبهة ومجموعات مسلحة تنشط على الحدود الجزائرية المالية.

وردا على تصريحات البعض، التي رفضت اعتبار بوليساريو تنظيما إرهابيا، والتأكيد أن بوليساريو أبناء مغاربة مغرر بهم، في إشارة إلى تصريحات عبدالله بوانو، القيادي في العدالة والتنمية، أوضح سالم أن من يتذرع في معارضته لتصنيف بوليساريو جماعة إرهابية، بذريعة أنهم “إخوتنا وأنهم مغاربة”، يسبه تماما من يدافع عن إجرام الصهيونية بمبرر أنهم أهل كتاب وذمة، مؤكدا أن الأول يخلط بين الانتماء الصحراوي المغربي، وبين مشروع بوليساريو العنصري الوظيفي المتخلف، والثاني يخلط بين الديانة اليهودية، باعتبارها مكونا من مكونات الهوية المغربية، وبين الصهيونة،باعتبارها فكرة عنصرية استيطانية إرهابية.

إن أهمية المبادرة الأمريكية، يقول سالم عبد الفتاح، لا تكمن فقط في أثرها المحتمل على مسار النزاع، بل في ما تحمله من رسائل صريحة للحاضنة الجزائرية، التي ظلت تتعامل مع بوليساريو باعتبترهاذراعاإستراتيجية وأداة وظيفية تستعملها ضمن محاولاتها العبثية لمحاصرة المملكة، وتقويض سيادتها الترابية، حيث ستحمل الدولة الحاضنة المسؤولية كاملة حول التبعات القانونية إزاء الانتهاكات التي ترتكبها الجبهة الانفصالية.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى