وجهة نظر

تسليم السلاح بين حزب العمال وحزب الله -كمال الغزالي

   بعد مفاوضات مارتونية بين تركيا والزعيم الكردي عبد الله اوجلان تم الإتفاق من نقل الوضع العسكري إلى العمل السياسي للقضية الكردية في المنطقة وخصوصا ان القضية الكردية ليست مرتبطة بدولة معينة فهناك تنظيمات كردية في إيران وسوريا والعراق وتركيا وكلها كانت تؤسس نضالها على مشروع “الدولة الكردية “ولذلك شاهدنا عبر تاريخ الصراع الكردي في المنطقة مطبوع بنزاع مع الدولة الأصل لذلك فالتنظيمات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني كانت تتمتع بتنسيق عضوي وبدعم كبر من المحور وهو حزب العمال و الصراع تاسس على انشاء دولة مستقلة للمكون الكردي وليس على اساس التحرير من الاستعمار ولذلك فحزب العمال الكردي أسس نضاله المسلح على أسس انشاء دولة مرتبطة بمكون اجتماعي وليس على اساس تحرير الارض من دولة مستعمرة من هنا يمكن فهم فلسفة النضال الكردي المعتمدة على انشاء كيان من خلال اقتطاع أرض من دولة سيادية وليس على اساس تحرير دولة أو أرض كردية كانت موجودة سابقا هنا الفرق بين الحركات التحررية والحركات الإنفصالية الحركات التحررية تنطلق من نظرية تحرير أرض من الاستعمار والحركات الإنفصالية تريد تقطيع أرض من أجل بناء دولة مستحدثة لذلك فبعض التنظيمات الكردية دخلت في صراع مع الدولة الشرعية السياسية في كل من ايران وتركيا والعراق مما افقدها الشرعية السياسية والتاريخية والسيادة الشعبية بحيث ان الدولة السيادية تحتضن في إطار ميثاق اجتماعي أطياف اجتماعية من بينهم الكرد في المجتمع وان هؤلاء الأكراد في الدولة لا تمثلهم هذه الحركات الانفصالية لأنهم مرتبطين بالجنسية وليس بنوع من مكون عرقي ونحن نشير هنا الى الأكراد في العراق بحيث هم جزء من الدولة ولديهم حكومة محلية كما أن إيران تحتضن هذا المكون والمتمثل في البرلمان الايراني على اساس الجنسية الايرانية وهكذا في تركيا توجد أحزاب كردية ضمن إطار النسق السياسي التركي وان هناك شخصيات كردية في أعلى هرم السلطة السياسية في تركيا خلاف لحزب الله في لبنان كتنظيم سياسي وعسكري ممثل في الحكومة اللبنانية فضلا عن ان ان اعضاؤه يحملون الجنسية اللبنانية وهم ممثلون ايضا في البرلمان والبلديات ينطلق من ادبياته التورية تحرير أرض اقتطعتها دولة أخرى ا من دولة دات سيادة فالمقاومة الاسلامية في لبنان رفعت السلاح على المستعمر وليس على الدولة الوطنية وبحسب تعريف القانون الدولي ان الحركات التحررية التي تنشد الاستقلال السياسي او تحرير ما تبقى من أرض الدولة الوطنية واسترجاعها من المستعمر هي حركات تحرير وطنية وليس حركات انفصالية فحزب الله بهذا التعريف يدافع عن السيادة الوطنية اللبنانية وان كفاحه ضد الكيان الصهيوني ذو طابع تحرري ينطلق من خلال استعمال السلاح لاسترجاع أرض ممتلكة جغرافيا للدولة اللبنانية هنا نستحضر الحركة التحررية في حرب الريف ففي ظل دولة ذات سيادة كان الزعيم الوطني محمد بن عبد الكريم الخطابي ومثله عمر المختار يرفعون السلاح في ظل الدولة المغربية لاسترجاع اراضي مغربية احتجتها اسبانيا وفرنسا رفع السلاح في هذا الإطار مشروع بمقتضى القانون الدولي وبمقتضى الشرعية التاريخية والشرعية الشعبية لذلك فنزع سلاح المقاومة يعني إنهاء الحركة الاستقلالية في استرجاع الأرضي المستعمرة وانهاء الإحتلال بخلاف ال ” بكاكا ” و ” البجكا ” في ايران و التي تسعى إلى اجتزاء أرض من دولة لإقامة دولة اخرى، فتسليم سلاح حزب الله – كحركة مقاومة منذ بداية الثمانين والتي حققت من خلالها استرجاع بعض الأراضي اللبنانية والتي حظيت بدعم رسمي من الدولة في فترة رئيس الدولة أميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري رحمه الله ورئيس البرلمان اللبناني مؤسسات رسمية دعمت حزب الله في كفاحه المسلح لاسترجاع اراضي لبنانية- يعني إضعاف الدولة و بلحاظ ضعف التسلح للجيش اللبناني ، فضلا عن اللقاءات الرسمية بين رموز الدولة الرسمية وقيادات المقاوممة الاسلامية جسد دعم الدولة اللبنانية لها حزب الله حزب سياسي في الحكومة وهو
مشارك في القرار السياسي اللبناني يستمد شرعيته من الشعب فالشعب اللبناني يدين بشكل مطلق الإحتلال” اسرائيل ويدعم المقاومة الاسلامية في حربها المسلح ضد” اسرائيل فاي مطلب لتسليم السلاح هو استهداف للتحرير وللدولة الوطنية وخيانة عظمى بمنطق حفظ السيادة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى