وجهة نظر

قرن على ميلاده و64 سنة من إعدامه،أو حينما يهب المناضل حياته من أجل بلاده..

محمد جرو/الطنطان /تنوير
شخوص وتواريخ بصمت العالم بنضالها من أجل بلادها ،منهم المناضل الراحل الكونغولي باتريس لومومبا..
وللتاريخ ،فالكونغو كانت المصدر الأوّل للمطاط والتيتانيوم والكوپالت وحتى اليورانيوم الذي صنعوا منه القنبلة الذريّة التي أسقطت على هيروشيما وناكازاكي في اليابان.
لذلك أراد پاتريس لومومبا كفّ يد المستعمر عن نهب ثروات بلاده ومعادنها الثمينة، وفكّ تبعيتها المذلّة، فتجرأ على القول أمام الملك البلجيكي المستعمِر: ”لن نكون قرودكم بعد اليوم.. خلال ثمانين عامًا من الحكم الاستعماري، عانينا كثيرًا إلى درجة يستحيل معها التخلّص من ندوب الذاكرة.“
لم تغفر له الصحافة البلجيكية جرأته، حيث عنونت في صفحاتها الأولى أنّ موت لومومبا سيكون نعمةً للكونغو، ووصفت أتباعه بالكائنات الشيوعية، البدائية والغبية. وأذن الرئيس الأميركي أيزنهاور بتدبير حركة انقلابية دموية للتخلّص منه، فاعتُقل وعُذّب وقُتل وتمّ تذويب جسده واثنين من رفاقه بالأسيد، ومكّنوا الانقلابي جوزف موبوتو من حكم البلاد، فشرّع أبوابها للنّهب.
لم تغفر له الصحافة البلجيكية جرأته، حيث عنونت في صفحاتها الأولى أنّ موت لومومبا سيكون نعمةً للكونغو، ووصفت أتباعه بالكائنات الشيوعية، البدائية والغبية. وأذن الرئيس الأميركي أيزنهاور بتدبير حركة انقلابية دموية للتخلّص منه، فاعتُقل وعُذّب وقُتل وتمّ تذويب جسده واثنين من رفاقه بالأسيد، ومكّنوا الانقلابي جوزف موبوتو من حكم البلاد، فشرّع أبوابها للنّهب.
ما حدث عام 1961 في الكونغو، ما زال يحدث في فلسطين يوميًا وفي النيجر واليمن والسودان وسوريا… وفي كلّ دولة تحاول الحفاظ على سيادتها برفض نهب ثرواتها. وما زالت آلة القتل الإمبريالية تمارس عملها المعتاد في تفتيت الدول وسحق الشعوب، بأدوات وأساليب أشدّ خبثًا وفتكًا.
فالمستعمر أعاد تشكيل نفسه بأشكالٍ مختلفة: حصار اقتصادي، عقوبات، حصر السلاح بدول محددة وتحالفات مسلحة هدفها خنق وتطويع الدول المتمردة على إرادته.
جوهر الصراع لم يتغيّر وإن تطوّرت أدواته. فمن يملك الثروات والسلاح يقرّر مصير الشعوب، ومن يحاول إعادة التوازن إلى هذه المعادلة يدفع ثمنًا باهظًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى