اخبار جهوية

الدار البيضاء: عائلة الحاج المانوزي تعتبر هدم دارها بالمدينة القديمة “انتهاكا صارخا للقانون وحقوق الإنسان”

أحمد رباص/ تنوير

حسب ما صرح به الدكتور عبد الكريم المانوزي، سليل المقاوم الحاج علي المانوزي، لمجموعة من القنوات الإعلامية، فقد توصل أفراد هذه العائلة من سكان الحي التي تتواجد به دارهم بإخبار يفيد بأن السلطات قامت بتطويقه من كل الجوانب، وأنه تم انتزاع باب الدار، ولما جاءوا إلى عين المكان وجدوه مطوقا بالقوات المساعدة التي استعملت الحواجز المعدنية من أجل إحكام الطوق، وضاجا بمحركات الجرافات التي جيء بها من أجل الهدم.
أوضح عبد الكريم المنوزي أنه عندما حل بالمكان رفقة أخيه الأكبر رشيد المانوزي وأختهما الصغرى، توجهوا جميعا إلى أحد المسؤولين وقدموا له أنفسهم باعتبارهم منتمين إلى عائلة المرحوم الحاج المانوزي ومالكي الدار موضوع الهدم، فبادر إلى التصريح بأنه بصدد تنفيذ قرار الإخلاء. فما كان من الإخوان المانوزي إلا أن طلبوا منه أن يمدهم بنسخة من هذا القرار، غير انهم تفاجأوا بكون الجواب الوحيد الذي أدلى به المسؤول ليس شيئا اخر غير إحالتهم إلى المقاطعة لأخذ تلك النسخة.
وصرح عبد الكريم المانوزي بأنهم كانوا على علم بهذا القرار منذ ستة أشهر وقد رفعت العائلة في شأنه دعوى قضائية طالبة الطعن فيه، وأنه لا يمكن الهدم من عدمه إلا بعد صدور حكم من المحكمة، وبالتالي فإن تنفيذ القرار يعد انتهاكا صارخا للقانون وحقوق الإنسان، خاصة إذا علمنا أن رئيس المحكمة الإدارية، المالك لصلاحية التدخل في الشؤون الاستعجالية، أمر بإجراء خبرة أثبتت في نهاية المطاف أن البناية متينة وسليمة.
وأضاف الدكتور عبد الكريم المانوزي أنهم يتساءلون: كيف أمكن لأشخاض من ذوي النفوذ أن يقدموا على تنفيذ قرار لا يحوز على الصفة القانونية؟ وأوضح المتحدث أن القانون يجب أن يكون ساري المفعول على الأشخاص كما على المؤسسات.
وفي نظره، الأمر المؤسف والكارثي الذي يحز في النفوس هو مآل السكان الذين عاشوا في منازلهم لمدة قد تفوق 30 سنة، وتأتي السلطات بين عشية وضحاها لتطلب منهم إخلاءها دون تمكينهم حتى من حل مؤقت، فما بالك بحل نهائي؟
واصل الدكتور المانوزي تصريحه الصحفي مشيرا إلى ضحايا هدم المنازل الحاملين لأمتعتهم دون أن يعرفوا إلى أين يتوجهون. وأكد المتحدث أن هذا الوضع لا يترك لنا فرصة للشعور بارتياحنا لوضع المغرب، مؤكدا على أنهم كعائلة الحاج المانوزي ليسوا ضد مشروع محج الحسن الثاني الذي يبرر به الهدم، إنما لا يمكن أن يتأسس على تكسير الذاكرة الوطنية. وفي هذا الصدد، ذكر عبد الكريم المانوزي بأن دارهم تشكل معلمة على غرار المقبرة اليهودية القريبة، ويجب الحفاظ عليها صونا للذاكرة.
ولاحظ الدكتور عبد الكريم أن ما يجري حاليا يعمق لدى المواطن فقدان الثقة في المؤسسات، مشيرا إلى غياب المؤسسات المنتخبة وتخليها عن واجبها في الدفاع عن الساكنة، وعوض ذلك أصبحت وسائل لتمرير القرارات المجحفة في حق المواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى