بقلم:حميد قاسمي
شهدت مدينة مرتيل مشهداً مؤثراً يعكس حجم المعاناة الاجتماعية التي تعيشها بعض الأسر، حيث اضطر أحد المواطنين إلى تنظيم اعتصام مفتوح أمام مقر الباشوية، رفقة أطفاله الصغار، بعد أن تقطعت به السبل وتراكمت عليه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
الرب أسند ظهره إلى رصيف الشارع تحت حرارة الشمس المرتفعة، محتضناً أبناءه في محاولة لحمايتهم من قسوة الظروف ومن واقع يزداد ضراوة يوماً بعد يوم. لم يكن الاعتصام بدافع المطالبة بامتياز أو مطلب شخصي، بل كان تعبيراً عن حاجة ملحّة إلى السكن والعمل والكرامة، وهو ما يعبّر عن معاناة فئة واسعة من المواطنين المغاربة الذين يطالبون بحقوقهم الأساسية في إطار من العدالة الاجتماعية والعيش الكريم.
المعني بالأمر لم يجد بديلاً عن الشارع لإسماع صوته، بعدما سدت في وجهه الأبواب وتخلى عنه الجميع في لحظة كان في أمسّ الحاجة إلى الدعم والمساندة.
أمام هذا الوضع الإنساني، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل تتدخل الجهات المعنية لتقديم الدعم اللازم وتفعيل دورها الاجتماعي، قبل أن تتحول هذه الحالات الفردية إلى ظواهر متكررة تهدد السلم الاجتماعي؟