بقلم:حميد قاسمي تنوير
غزة تحت الحصار: صرخة الجوع في وجه مليارَي مسلم، هذا الشريط الصغير من الأرض، تحوّل إلى سجن مفتوح وجحيم يومي بفعل آلة البطش الصهيونية التي تمعن في سياسة التجويع والتركيع، وسط صمتٍ إسلاميٍ مخزٍ ومشين، لا يليق بأمةٍ تعدادها يقارب الملياري نسمة!
منذ أشهر، يعيش أهل غزة كارثة إنسانية حقيقية: لا طعام، لا ماء، لا دواء، لا كهرباء، لا مأوى. الأطفال يموتون جوعاً، الأمهات يحترقن قهراً، والشيوخ يُذلون على أعتاب المساعدات الشحيحة. إسرائيل، الكيان العنصري المحتل الغاشم، يمارس سياسة تجويع ممنهجة، تتجاوز الحصار العسكري لتضرب أساس الحياة ذاته. إنها حرب إبادة ناعمة؛ بالحرمان، بالإذلال، بالموت البطيء!
ورغم كل هذا، تلتزم “الأمة الإسلامية” صمت القبور. لا مؤتمرات طارئة، لا جيوش تتحرك، لا ضغط دبلوماسي، لا حتى مقاطعة رمزية! وكأن غزة في كوكب آخر، لا تربطها بالعرب والمسلمين رابطة دين ولا عِرق ولا دم!
يا أمة الإسلام، أفيقوا! أما آن للغضب أن يهزّكم؟ أما آن للكرامة أن توقظ فيكم النخوة؟ ما جدوى المساجد الفخمة والفضائيات الدينية وخطب الجمعة المكرّرة، إذا كان الجوعى في غزة يموتون وأنتم تتفرجون؟ ما قيمة صيامكم وقيامكم وتكبيرات أعيادكم، وأطفال غزة يصارعون الموت بصمت؟
العدو الصهيوني لا يكتفي بالقصف والقتل، بل يستهدف عزيمة المواطنين الغزاويين في لقمة عيشهم، في كرامتهم، في قدرتهم على البقاء. إنها حرب إبادة جماعية بطيئة، والعالم كله يتواطأ، والأنظمة الإسلامية تتقاعس.
فمن لم يُحركه دم الشهيد، فليحركه جوع طفل!
ومن لم يُحركه قصف البيوت، فليحركه دمار الكرامة!
غزة العزة تناديكم، فهل من مُجيب؟
أو أنتم، كما قال الشاعر:
أمّةٌ تخشى الحياة، وتعبدُ الذلَّ، وتزهو بالمقابر؟