تنوير -متابعة
تحت شعار: “السيادة الشعبية والعدالة الاجتماعية والمجالية مدخل للتنمية الحقيقية”، عقد الحزب الاشتراكي الموحد، بجهة بني ملال-خنيفرة، مؤتمره الجهوي الثالث يومه الأحد 27 يوليوز الجاري، بمدينة قصبة تادلة، بعد حيلولة سلطات بني ملال دون تنظيمه بعاصمة الجهة.
وعرف المؤتمر حضورا نوعيا تقدمه مناضلو ومناضلات الحزب من مختلف أقاليم الجهة، إلى جانب حضور الأمين العام للحزب، جمال العسري والدكتورة نبيلة منيب، برلمانية الحزب، آملين أن تشكل هذه المحطة فرصة سياسية وتنظيمية لتقييم المرحلة والاستعداد للاستحقاقات المقبلة.
انكب اللقاء على مناقشة مجموعة من القضايا التنظيمية والسياسية التي تهم الجهة، إلى جانب انتخاب قيادة جهوية جديدة تعكس توجهات المرحلة.
يأتي تنظيم هذا المؤتمر في سياق مواصلة الحزب ديناميته الداخلية، التي يراهن من خلالها على تعزيز موقعه داخل المشهد السياسي الجهوي والوطني، والتفاعل مع التحديات المطروحة على المستويات الاجتماعية والتنموية. كما سيتم انتخاب قيادة جهوية جديدة للحزب.
قبيل انعقاد المؤتمر الجهوي الثالث، قال جمال العسري، الأمين العام للحزب، إن هذا المؤتمر يعد محطة سياسية و تنظيمية هامة للحزب بالجهة لتدارس أوضاع واحدة من أكثر الجهات المهمشة وطنيا، الجهة التي تضم مع الأسف أكبر نسبة من البطالة بالوطن، والتي تفتقد لأبسط أسس البنية التحتية، وخاصة في مجال التشغيل والتطبيب.
واعتبر جمال العسري أن الهدف من هذا المؤتمر تجديد الهيكلة التنظيمية للحزب بالجهة وإفراز قيادة حزبية جهوية مرتبطة بآلام و آمال ساكنة المنطقة وحاملة لآهاتها وأحلامها وقادرة على رفع التحديات ومستمرة على نهج الانخراط في كل المعارك النضالية التي مافتئت ساكنة المنطقة تخوضه.
وأنهى الأمين العام تدخله بالتعبير عن تيقنه من أن المؤتمر سيكون صدى حقيقيا لصوت الجماهير التواقة إلى مغرب الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية، واضعا على رأس اولويات هذه المساواة المساواة بين الجهات باعتبارها مدخلا للمصالحة التاريخية بين كل مناطق وجهات الوطن، معتبرا أنه بدون هذه المصالحة لا يمكن حدوث أي انتقال ديمقراطي حقيقي رهين بإصلاحات سياسية حقيقية من أجل بناء ملكية برلمانية حقيقية يسود فيها الملك ولا يحكم.
و أضاف “إن شعار المؤتمر الجهوي الثالث يكثف المطالب الأساسية للحزب الاشتراكي الموحد الذي استمر يناضل من أجل مغرب ديمقراطي، مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية.

وأشار العسري إلى أنهم يتواجدون في جهة أنجبت العشرات من أبطال المقاومة، شاهدا على أن منطقة تادلة ظلت عصية على الاستعمار الفرنسي بفضل المقاومة الشرسة التي استمرت طيلة أربع سنوات ولم تتمكن من احتلال المنطقة إلا في سنة 1916. وهذا ما جعل جنرالات الجيش الفرنسي يعترفون بأن مقاومي تادلة هم أحسن المقاومين في شمال إفريقيا.
وقال جمال العسري أن منطقة تادلة من أكثر المناطق تهميشا، وأن إقليم أزيلال يسجل اكبر نسبة بطالة على الصعيد الوطني تكاد تصل إلى 17٪، وتنعدم فيه ابسط شروط الحياة، ومنه انطلقت قبل أيام ساكنة عشرة دواوير في مسيرة احتجاجية قطعت مسافة 80 كيلومتر في اتجاه العمالة من أجل توفير مدرسة ومركز صحي بطبيب وماء صالح للشرب وفك العزلة عنهم والنقل المدرسي وتغطية الهاتف والإنترنت، إلخ..
و في مستهل كلمتها، شددت البرلمانية نبيلة منيب على أن السياق الوطني يتسم بتزايد مؤشرات التوتر الاجتماعي، وتضييق الخناق على الحريات، واحتكار القرار السياسي والاقتصادي من قبل أقلية مستفيدة من الريع والامتيازات. وأكدت أن الحزب الاشتراكي الموحد لا يزال وفيًا لمبادئه التاريخية، وفي مقدمتها الربط العضوي بين النضال الديمقراطي والاجتماعي، وبناء دولة المواطنة الحقيقية.
وأشارت الأمينة العامة للحزب سابقا إلى أن السيادة الشعبية لا يمكن أن تتحقق دون ديمقراطية فعلية، تقطع مع منطق التحكم والتبعية، منتقدة ما وصفته بـ”تحنيط الحياة السياسية، وإفراغ المؤسسات من جوهرها التمثيلي”، داعية إلى إعادة الاعتبار لقيم النضال السياسي النبيل، ومشاركة المواطنات والمواطنين في الشأن العام دون خوف أو تمييع.
على المستوى الأممي، توقفت منيب عند ما يجري في غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية ترتكبها الآلة الصهيونية في حق شعب أعزل، مؤكدة أن القضية الفلسطينية تظل البوصلة الأخلاقية والإنسانية للشعوب الحرة.
وأضافت: “من أراد أن يساند فلسطين بصدق، فليبدأ بمحاربة الفساد في وطنه، فالتواطؤ مع الفساد والاستبداد الداخلي يُغذي الاحتلال الخارجي، وما يحدث في غزة هو امتحان للضمير العالمي، وللنخب السياسية في منطقتنا.”
زر الذهاب إلى الأعلى