“بنت مبارك”.. قصة ادعاء نسب للرئيس الراحل حسني مبارك تنتهي بالاعتقال
قضية مثيرة تهز الرأي العام المصري وتفضح استغلال السوشيال ميديا للشهرة والربح

عزيز الحنبلي -تنوير متابعة
شهدت الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الأخيرة حالة من الجدل الواسع، بطلته سيدة تُدعى مروة يسري، اشتهرت بلقب “بنت مبارك”، بعدما زعمت في مقاطع فيديو نشرتها من محل إقامتها بمنطقة إمبابة، أنها ابنة الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، من علاقة سرية جمعته بالفنانة المعتزلة إيمان الطوخي.
وزعمت مروة في منشوراتها أن العلاقة نتج عنها ولادتها، وطالبت بإجراء تحليل DNA لإثبات نسبها، كما ناشدت الفنانة إيمان الطوخي الخروج عن صمتها وتأكيد ادعاءاتها. غير أن هذه التصريحات لقيت ردود فعل قوية، أبرزها من المطرب أحمد محسن، نجل شقيقة إيمان الطوخي، الذي نفى الأمر جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن الطوخي لم تتزوج مطلقاً ولم تنجب، وأن العائلة لا تربطها أي صلة بمروة.
لم تتوقف السيدة عند حدود هذا الادعاء، بل تمادت في بث مزاعمها، حيث وجهت اتهامات خطيرة إلى شخصيات فنية وإعلامية شهيرة، من بينها الفنانة وفاء عامر، التي اتهمتها بالضلوع في شبكات مشبوهة وتجارة الأعضاء البشرية، من دون تقديم أدلة تدعم أقوالها.
ردود الأفعال لم تتأخر، إذ خرج محامي الفنانة وفاء عامر، هيثم حمد الله، بتصريح يؤكد فيه أن ما قيل مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، الغرض منها تحقيق الشهرة وجذب المتابعين، مشيراً إلى أن التحقيقات كشفت تلقي حسابات “بنت مبارك” تحويلات مالية من الخارج بلغت 30 مليون جنيه.
في هذا السياق، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بياناً رسمياً عبّرت فيه عن تضامنها الكامل مع الفنانة وفاء عامر، ورفضها التام للاتهامات الموجهة لها، التي وصفتها بالنابعة من “ثقافة التشهير عبر المنصات الرقمية”. كما علّقت وفاء عامر بنفسها خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “الستات” على قناة النهار، مؤكدة أنها ضحية حملة ممنهجة، وتعوّل على العدالة والأجهزة الأمنية لإنصافها.
القضية أخذت منحى قانونياً وأمنياً حين تقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام يتهم فيه مروة يسري بنشر أخبار كاذبة والتحريض على الفوضى، بما يضر بالأمن القومي والمصلحة العامة.
وفي تطور سريع، أعلنت الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على مروة يسري في مدينة الإسكندرية، حيث اعترفت خلال التحقيقات بأنها اختلقت القصة من أجل حصد نسب مشاهدة عالية وتحقيق أرباح مادية. وقد تم حجز هاتفين محمولين بحوزتها، أحدهما يحتوي على محفظة إلكترونية أظهرت تحويلات مالية من خارج البلاد.
هكذا تحولت قصة “بنت مبارك” من ادعاء مثير إلى قضية جنائية، لتُشكل نموذجاً واضحاً لخطورة استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات والإساءة للأشخاص والمؤسسات، في غياب الوعي المجتمعي والرقابة الذاتية.
عن القاهرة 24