المغرب والسنغال يحتفلان بعيد العرش ويشيدان بتكاملهما على كل المستويات

أحمد رباص – تنوير
في داكار، شهد الاحتفال بعيد العرش المغربي خطابين قويين للسفير حسن الناصري والوزير السنغالي جان باتيست تين، أكدا على العلاقات الممتازة بين الرباط وداكار، والتي تتميز بالتقارب السياسي والشراكات الاقتصادية والتمسك المشترك بأفريقيا ذات السيادة والمتكاملة.
شهد مقر إقامة المملكة المغربية بداكار، يوم الأربعاء 30 يوليوز المشرف على النهاية، احتفالًا مهيبا بعيد العرش، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والدينية والعسكرية. وألقى كلٌ من سفير المغرب لدى السنغال، حسن الناصري، ووزير الداخلية والأمن العام السنغالي، الجنرال جان باتيست تاين، كلماتٍ أبرزت عمق العلاقات بين البلدين وديناميتها.
في كلمته، أشاد الدبلوماسي المغربي بالمشاركة الواسعة لممثلي الحكومة السنغالية، والسلك الدبلوماسي المعتمد في داكار، بالإضافة إلى كبار الشخصيات الدينية والتقليدية. وأكد أن الاحتفال بعيد العرش ليس مجرد واجب تذكيري، بل هو أيضا تأكيد متجدد على استمرارية الملكية المغربية ودورها المحوري في مسيرة تحول المملكة.
وقال حسن الناصري، في تصريح صحفي ، ” تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، يواصل المغرب مسارا تنمويا نموذجيا، يرتكز على التجذر والاستثمار الإنتاجي والاستدامة والإدماج الاجتماعي والابتكار التكنولوجي “.
استعرض الوزير أبرز إنجازات العام الماضي، مستعرضا المشاريع الهيكلية التي أُطلقت في قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والصناعة. كما أشار إلى انضمام شركاء دوليين رئيسيين مؤخرا – بمن فيهم المملكة المتحدة والبرتغال – إلى مخطط المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، مُرحبا بدعم السنغال القاطع لمغربية الصحراء.
على الصعيد الدبلوماسي، قُدِّم المغرب كفاعل مستقر، ووسيط فاعل، ومُروِّج لتعددية أطراف فعّالة. كما أكد الدبلوماسي التزام الرباط المستمر بالقضية الفلسطينية، مُذكِّرا بالمبادرات الإنسانية والدبلوماسية التي أطلقها الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس.
في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أشاد السفير بتقارب وجهات النظر بين الملك والرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، متحدثًا عن ” أخوة حقيقية” تتجلى من خلال شراكات ملموسة في مجالات التكوين والصناعات الزراعية والصحة والثقافة والطاقة. كما أعلن عن انعقاد دورة جديدة للجنة المشتركة ومنتدى اقتصادي مغربي سنغالي قريبا.
في كلمته، أكد وزير الداخلية السنغالي، الجنرال جان باتيست تاين، على متانة الصداقة بين البلدين. ونقل أطيب تمنيات رئيس جمهورية السنغال، باسيرو ديوماي دياخار فاي، والحكومة بأكملها، للملك والشعب المغربي والمؤسسات المغربية.
وأكد الوزير السنغالي أن “هذا الاحتفال يعكس التزاما راسخا بملكية تضمن استمرارية الدولة والتماسك الوطني والتقدم المشترك”. وأشاد بالإصلاحات التي أجرتها المملكة الشريفة منذ عام 1999، في مجالات التحديث والتنمية المستدامة والتواصل الدبلوماسي والعدالة الاجتماعية.
وفي ما يتعلق بالتعاون الثنائي، أبرز الجنرال تاين النتائج المهمة التي تحققت في مجالات التعليم العالي، والمالية، والصحة، والأمن، والثقافة، والطاقة. وأشار إلى أن العديد من الشركات المغربية تعمل بنجاح في السنغال، بينما يواصل مئات الطلاب السنغاليين تكوينهم في المغرب.
وفي معرض حديثه عن القضايا القارية، أشاد الوزير بانخراط المملكة في إصلاح التعددية، والأمن الغذائي، والتحول الطاقي، فضلًا عن دورها الريادي في تكامل الساحل الأطلسي لأفريقيا. وسلط الضوء على تقارب وجهات النظر بين الرباط وداكار من أجل أفريقيا ذات سيادة، موحدة، وقادرة على الصمود.
واختتم الحفل برسالة أمل مفادها مواصلة بناء شراكة استراتيجية نموذجية بين المغرب والسنغال، في خدمة القارة الأفريقية، بروح الأخوة والاحترام المتبادل.