فضيحة “الشيخات” بجامعة ابن طفيل أطاحت برئيسها وكشفت عن امتداد أذرع أخطبوط الفساد إلى وزارة الميداوي

متابعة: تنوير
قرر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، إنهاء مهام محمد العربي كركب، رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، على إثر الجدل الذي أثاره حفل التخرج الذي نظم مؤخرا بالمؤسسة.
وحسب مصادر مقربة من الوزارة، كان هذا القرار متوقعا “من طرف من يعرفون أسلوب الوزير في التسيير” ، حيث حملوا رئيس الجامعة المسؤولية المباشرة عن حضور فرق “الشيخات” (فنانين شعبيين) لتوفير عنصر الترفيه في حفل توزيع الجوائز، وهو ما اعتبروه غير متناسب مع الطابع الأكاديمي للحدث.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الميداوي وجه إلى رئيس الحكومة طلبا رسميا بإعفاء الرئيس، معتقدا أن هذه القضية أساءت لسمعة الجامعة، وبالتالي سمعة الوزارة.
للتذكير، أثار الحفل استياءً واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استنكر العديد من مستخدمي الإنترنت ما عتبروه “استخفافًا” و”إضرارًا بسمعة” الجامعة المغربية. وطالبت أصوات عديدة باتخاذ إجراءات تأديبية صارمة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات.
بالفعل، قدم حفل “الشيخات” للوزير الميداوي مبررا قويا لإعفاء كركب؛ الشيء الذي أثار نقاشا في الأوساط الجامعية حول سرعة تفاعل الوزير مع الواقعة، في مقابل تعاميه على ملفات فساد أكاديمي بعدد من المؤسسات الجامعية.
وكانت عدة فعاليات جامعية قد استبقت تعيين كركب على رأس جامعة ابن طفيل بإطلاق تحذير من سيادة منطق الزبونية في إسناد مناصب المسؤولية، وقالت إن هذا الوضع تفاقم بوزارة التعليم العالي منذ تقلّد الميراوي زمام الأمور بالوزارة.
ولاحقت انتقادات غير مسبوقة الترتيبات المرتبطة باختيار كركب كرئيس جديد لجامعة ابن طفيل، بعد تداول مؤشرات “كولسة” مفضوحة، نتيجة سعي الميراوي لمحاباة “المرأة الحديدية” التي جاورته بجامعة القاضي عياض، ووزارة التربية الوطنية على عهد الوزير بلمختار، إيمان كركب، والتي تم التخلص منها لاحقًا بـ”المقلاع” عبر إعفائها من منصبها كأمينة عامة للمجلس الأعلى للتربية.
وكان عضو بارز ضمن لجنة الانتقاء التي عيّنها الميراوي نفسه قد قدم استقالته اعتراضًا على شبهات “طبخ” اسم كركب بشكل مسبق، في قفز صريح على شروط الشفافية والنزاهة.
وكانت أشغال لجنة الانتقاء قد تم تأجيلها في آخر لحظة، لمدة قاربت الشهر، بعد انسحاب عضو آخر من أعضائها، بعد أن تبين له بالملموس انعدام شروط النزاهة وتكافؤ الفرص، خوفا من توريط اسمه في فضيحة فرض “مرشح الوزير” الميراوي بالقوة.
كما سبق للوزير الميراوي أن عيّن شقيق إيمان كركب عميدا للكلية متعددة التخصصات بالعرائش، بعدما فشل في تعيينه كاتبا عاما للوزارة.
للإشارة، فقد سبق لوزير التعليم العالي السابق، لحسن الداودي، أن أعفى المسؤولة المعنية من منصبها بجامعة مراكش، بعدما حاولت فرض أخيها عميدا للمدرسة الوطنية للهندسة التطبيقية بمراكش، خارج الضوابط القانونية، قبل أن يعمد الوزير آنذاك إلى إلغاء نتيجة المباراة.
وتشاء الصدف أن تم إعفاء إيمان كركب من منصبها كأمينة عامة للمجلس الأعلى للتربية والتعليم بعد تعيين شقيقها على رأس جامعة ابن طفيل، قبل أن تعصف به فضيحة “الشيخات”.