اخبار دولية

شبح مواجهات داخلية يلوح في سماء لبنان :بين خطاب قاسم وعون حول تسليم السلاح من عدمه

محمد جرو/تنوير
هل يقف لبنان اليوم في منطقة رمادية، لا هو في مسار حسم، ولا هو في حالة استقرار؟ فقد عبر الجمال جوزف عون ط، المنتخب يناير الماضي على رأس جمهورية الأرز ،خلال احتفالات عيد الجيش في خطاب قد يفهم أنه موجه مباشرة لحزب الله، الذي دعاه إلى تسليم سلاحه “اليوم قبل الغد”معتبرا الخطوة أساسية لبناء الدولة وترسيخ سيادتها..دلالات الخطاب من مقر وزارة الدفاع، بمناسبة عيد الجيش تجاوزت الإطار الرمزي، الخاص بالمناسبة التي عادة يتحدث فيها عن تاريخ الجيش ومهماته والتنويه بأعماله وتدخلاته كرمز من رموز الدولة ..
لكن الخطير الذي قد يزيد وضع لبنان قتامة، هو كونه /لبنان أصبح بين خطابين في لحظة مفصلية، وأي تحرك غير محسوب قد يؤدي إلى كسر هذا التوازن، وفتح البلاد على مرحلة شديدة الحساسية والخطورة.
ففي 30 يوليوز، أطل الأمين العام للحزب نعيم قاسم بمواقف بدت وكأنها تستبق كل طروحات الدولة، من خلال تحذيره الصريح من أن “العدو ليس متوقفًا عند النقاط الخمس المحتلة وينتظر نزع سلاح المقاومة ليتوسع ويبني مستوطناته”. وأضاف: “كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح داخليًا أو خارجيًا أو عربيًا هو يخدم مشروع إسرائيل”. هذه العبارة، تضع كل دعوة إلى تسليم السلاح في خانة التشكيك، وربما التخوين، مهما كانت الجهة التي تطلقها”.
في الجانب الآخر، بالنسبة لخطاب الرئيس جوزف عون، وقد تكون هذه المرة الأولى التي يخرج فيها رئيس البلاد بموقف بهذا الوضوح تجاه ملف بهذا الحجم، دون الاختباء وراء العبارات التقليدية أو المعادلات الرمادية. فقراءة حزب الله لتسليم سلاحه تعني له أن المجال سيفتح أكثر لإسرائيل التي تنتظر نزع السلاح لتتوسع، ولن تستطيع القوات اللبنانية، أو الجيش رد العدوان، وظهر جليا ذلك أنها لم تحترم وقف إطلاق النار، ولم تساهم حليفتها وسندها الولايات المتحدة الأمريكية في “منعها”من الهجمات المتكررة على الجنوب وغيره؛ الشيء الذي دفع الأمين العام لحزب الله، في ذات الخطاب إلى أن يقول بصريح العبارة إن الدعوة إلى نزع السلاح الآن “خطر وجودي.. وليس تسوية وطنية وبوضوح قال قاسم: “السلاح ليس أولى من إعادة الإعمار ووقف العدوان. أوقفوا العدوان والاعتداءات وحرروا الأسرى وبعدها خذوا منّا أحسن نقاش”.
وجدير بالذكر أن حزب الله جرب تسليم السلاح في الليطاني، ملتزما بوقف إطلاق النار لا يُخفي الحزب ويرى أنه في ظل غياب أي ضمانات حقيقية، فإن هذا أقصى ما يمكن أن يُقدَّم في المرحلة الحالية.
تمسّك الحزب بسلاحه لم يتغير، بل تأكد مرة أخرى بعبارات قاطعة، لا تترك مساحة لتنازلات أو تسويات ما لم تتغير المعادلات الخارجية، وعلى رأسها استمرار “العدوان الإسرائيلي وغياب أي ضمانات فعلية للأمن” بحسب تعبير الأمين العام لحزب الله..
فهل نحن أمام صدام بين الجيش وحزب الله ،وبالتالي انفجار أكثر ،يزكيه مايقع بسوريا ،ودائما المسبب والمحرك واحد وهو الكيان الصهيوني المسنود بأمريكا ترامپ التي يتراوح موقفها بين الضغط والمهادنة كلما كان ذلك في صالح إسرائيل ،و12 يوم إيران درس واضح ولم يتوقف بل امتدت شرارته بمنطق حرق الأرض لسوريا الهشة أصلا ..
الموقف الأميركي الأخير، الذي عبّر عنه المبعوث الخاص إلى سوريا ولبنان “توماس باراك”، لا يقلّ أهمية عن المواقف الداخلية ، فباراك لم يكتفِ هذه المرة بالدعوة إلى احترام مبدأ حصرية السلاح، بل ذهب أبعد، حين اعتبر أن “الاحتفاظ بالسلاح خارج إطار الدولة يجعل الكلمات غير كافية”، مضيفًا: “على الحكومة وحزب الله التحرك الفوري لتجنب حالة الجمود”.وهذا موقف خطير يرمي بكرة النار نحو مرمى الجيش مباشرة ،مع تحميله تبعات “فشل”المحاولة في ظل هامش مقلص لايترك للدولة اللبنانية فعل أي شيء ،بحكم الوضع الغير مستقر على الحدود السورية اللبنانية،وتسليم سلاح حزب الله سيكون “محاولة انتحارية”..بحسب مراقبين ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى