أخبار وطنية

أحمد التوفيق يعفي محمد بن علي من مهامه على رأس المجلس العلمي لفگيگ والريسوني يرد غاضبا

متابعة: تنوير

أقدم أحمد التوفيق، وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية، على إعفاء الفقيه محمد بنعلي من مهامه كرئيس للمجلس العلمي المحلي لفكيك، على إثر نشره في وقت سابقة لتدوينة جريئة على صفحته الفيسبوكية بعنوان: “كلنا متواطئون في إبادة غزة”، حمل فيها العلماء قبل الحكام والشعوب مسؤولية الصمت المهين أمام المجازر اليومية في القطاع.
قال محمد بنعلي، الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي لفكيك الذي تم إعفاؤه من منصبه بقرار من أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية: “إن إعفائي من رئاسة المجلس العلمي المحلي لفكيك انتقال من حركة مقيدة بضوابط المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف إلى حركة لا قيود فيها… وداعا لرئاسة المجلس العلمي”.
وأوضح بنعلي – الذي تلقى إعفاءه يوم أمس الجمعة (فاتح غشت الجاري) من مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي الجهوي، بقرار مؤرخ في 31 يوليوز 2025، أنه: “صباح اليوم الجمعة، استقبلني شيخنا ومفيدنا وعالمنا الدكتور مصطفى بنحمزة في المجلس العلمي الجهوي، وسلمني قرار إعفائي من رئاسة المجلس العلمي المحلي لفكيك. وقد ركزت اللجنة – التي زارت المجلس قبل نحو شهرين – على سبب رئيسي هو عدم انتظام حضوري في المجلس، وهذه حقيقة لا أنكرها”.
يُذكر أن رئيس المجلس العلمي المُعفى من مهامه كان قد خصص خلال الأيام السابقة تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك لموضوع الإبادة في غزة، بعنوان: “كلنا متواطئون في إبادة غزة”، حمّل فيها مسؤولية الصمت عما يجري من إبادة في غزة للعلماء قبل الحكام والشعوب.
وجاء في ذات التدوينة لبنعلي: ”فالعلماء ليسوا مجرد معلمين للوضوءِ والصلاة، وإنما هم مشاعلُ هداية حين تتنكّبُ الأمة عن طريق الله، أمانتُهم الأولى هي التبليغ والبيانُ، وخاصة بيان ما يجعل من المسلمين أمة واحدة، لكن علماء هذا الزمان اختاروا الخوض في النوافل بينما الواجب العيْني الأول الآن هو نصرة المظلومين في غزة وردّ الظلم عنهم.. وأي ظلم أفدحُ وأفظعُ وألْعنُ من تجويع شعب بأكمله وهم وينظرون ويسمعون؟ “.
قرار الإعفاء هذا، الذي وقعه أحمد التوفيق، لم يكن مجرد إجراء إداري، بل رسالة سياسية واضحة: لا مكان داخل المؤسسات الدينية لصوت يصدح بالحق خارج “القول المقبول”.
وأوضح بنعلي – الذي تلقى إعفاءه يوم أمس الجمعة من مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي، بقرار مؤرخ في 31 يوليوز 2025، أنه: “صباح اليوم الجمعة، استقبلني شيخنا ومفيدنا وعالمنا الدكتور مصطفى بنحمزة في المجلس العلمي الجهوي، وسلمني قرار إعفائي من رئاسة المجلس العلمي المحلي لفكيك. وقد ركزت اللجنة – التي زارت المجلس قبل نحو شهرين – على سبب رئيسي هو عدم انتظام حضوري في المجلس، وهذه حقيقة لا أنكرها”.
هذه الواقعة كشفت عمق أزمة العلماء في مواجهة المظلومية الفلسطينية، في وقت تلوذ فيه وجوه بارزون، مثل مصطفى بنحمزة، بالصمت المريب، وسط موجة تطبيع متسارعة تمهد لها مواقف دينية باهتة، وتشرعنها خطب لا تذكر فلسطين إلا عرضا، أو تتجاهلها تماما.
ولم تقف الأزمة عند العلماء الرسميين، بل شملت أيضا الزوايا الدينية، التي اختارت الاصطفاف خلف خطاب السلطة، وامتنعت في أغلبها عن اتخاذ أي موقف يعبر عن الحد الأدنى من التضامن مع غزة، مكتفية بالأوراد والدعوات، دون أي حس احتجاجي أو روحي يناهض الظلم والخذلان.
والأخطر من كل ذلك أن هذا الصمت يتقاطع مع هندسة تطبيع ممنهج، تستكمل عبر تكميم الأفواه داخل الحقل الديني، وإقصاء كل من يخرج عن طاعة الرواية الرسمية، حتى وإن كان يحمل صفة “عالم” أو فقيه في الدين.
ومن ردود الأفعال التي أعقبت قرار وزارة الأوقاف مهاجمة العالم المقاصدي المغربي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لأحمد الريسوني، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، معتبرا أن هذا القرار “جاء دون أي تعليل أو تفسير”.
وقال الريسوني، في تدوينة نشرها بعنوان “وزارة الأوقاف.. رمز التخلف السحيق”، إنه “ليس غريبا ولا مستنكرا أن يُصدر وزير قرارا بإعفاء أحد منسوبي وزارته من منصب كان يشغله.. ولكن الغريب والمستنكر هو أن يصدر الوزير قرارا بإعفاء عالم -أو أي موظف- من منصبه، بدون أي تفسير أو تعليل، ولا بكلمة واحدة، ولا بإشارة”.
وأضاف الريسوني أن القرار لم يسبقه لا مجلس تأديبي، ولا رأي للمجلس العلمي الأعلى، ولا حتى استماع أو استفسار للمعني بالأمر، فقط قرار صادر بصيغة “يعفى السيد محمد بنعلي من رئاسة المجلس العلمي المحلي بفجيج”، كأن الوزير “لا يُسأل عما يفعل”.
ووصف الريسوني وزارة الأوقاف بأنها “رمز التخلف السحيق”، مضيفا: “لا أعلم في المغرب وزيرا أو مسؤولا يتصرف بهذه الطريقة الموغلة في الاستبداد والفرعونية والتعطيل التام لشعار دولة القانون والمؤسسات”.
وتابع بقوله: “أتذكر هنا كلمة سبق أن سمعتها من أحد العلماء، وكانت تبدو لي غريبة غير مفهومة، والآن أراها حكيمة سديدة.. قال العالم الجليل: لو قيل لي: أنشئْ لنا هيئة تكون مختصة في تشويه الإسلام، لما وجدت لهم أنسب من وزارة الأوقاف”، مضيفا: “المغرب الآن لا يسير فقط بسرعتين مختلفتين، ولكن يسير بسرعتين متعاكستين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى