جيهان بوگرين تغني “حورية” تعبيرا عن شعور بالعجز أمام ألم العالم

أحمد رباص – تنوير
عندما تلتقي اللغة الدارجة المغربية باللهجة الولوفية السنغالية، تكون النتيجة “حورية”: أغنية متعددة، قصيدة موسيقية، صلاة يحملها الغضب اللطيف لصوتين ملتزمين، هما جيهان بوگرين وكانيزي ريكس.
“لا أعرف لماذا أكتب هذه الكلمات. ربما لأنها تُحرقني”. بهذه الكلمات، تُبوح جيهان بوگرين بنشأة أغنية “حورية”، التي وُلدت من شعور بالعجز أمام ألم العالم. أغنية أشبه بصرخة، نفس، وحاجة ملحة للتعبير، رغم كل شيء. “نشعر أحيانا بضآلة حجمنا أمام بؤس العالم، فنُغني. نصرخ. لكن من يُنصت إلينا حقا؟”
“حورية” (الحرية بالعربية) قصيدة مهداة لمن ننساهم. صوت لفلسطين، للشعوب المضطهدة، للمُنفيين غير المرئيين. بين موسيقى الروك والراب والشعر النضالي، تكسر الأغنية الحدود الموسيقية والجغرافية، مُؤكدةً كونية النضال من أجل الكرامة. يُظهر
الفيديو، المُصوّر بهاتف آيفون تحت أنظار جوليان فوريه، يراهن على جمالية خام وصادقة، بعيدا عن الإنتاج السلس. تقول جيهان: “فيديو مُنتج بالوسائل المُتاحة، لكن بقلبٍ مُتأجج”. نشعر بأن فيه رغبة ملحة في الإبداع، والشهادة، والوقوف، حتى عندما ترتجف أصواتنا.
تؤدى أغنية “حورية” من قبل جيل من الفنانين الذين تُعدّ الموسيقى بالنسبة إلؤهم أيضا رسالة تندرج في إطار نضالي.
“لا نملك السلاح، لكن لدينا الموسيقى. لدينا الفن. لدينا أفريقيا”.
من خلال هذا العمل الجماعي، تُذكّرنا جيهان بوگرين وشركاؤها بأن الفن، حتى وإن كان هشا، يمكن أن يكون فعل مقاومة.
في عالمٍ مُضطرب، “حورية” صرخة من أجل الحرية، لأجل من لا نريد سماعهم، لأجل مواصلة الأمل، والغناء، حتى في الأوقات الصعبة.