برادة في مواجهة الغليان التعليمي: وعود جديدة لتفادي انفجار الدخول المدرسي

شهد مقر وزارة التربية الوطنية يوم الأربعاء 6 غشت 2025 اجتماعًا مطولًا بين الوزير محمد سعد برادة وممثلي النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية، في إطار جولات الحوار الاجتماعي القطاعي. وقد وصف هذا اللقاء بـ”الحاسم”، نظرًا لحجم الملفات المطروحة وحالة الاحتقان التي تسود أوساط نساء ورجال التعليم، وهو ما انعكس على أجواء الاجتماع التي اتسمت بالتوتر والنقاشات الحادة.

تصدّرت ملفات حساسة جدول أعمال اللقاء، من بينها تخفيض ساعات العمل في أفق تحقيق التوازن المهني، وتعويضات إضافية لفائدة أساتذة التعليم الابتدائي والإعدادي، وكذا متصرفي قطاع التعليم، إضافة إلى معالجة ملف ما يُعرف بـ”ضحايا ترقيات” سنوات 2021 إلى 2023، الذين لم يستفيدوا من مستحقاتهم في الوقت المناسب. كما طُرحت على الطاولة قضية التعويضات الخاصة بالمناطق النائية، إلى جانب النظام الأساسي الخاص بالأساتذة المبرّزين، وملف الدكاترة العاملين بالقطاع.

وفي محاولة لاحتواء التوتر وطمأنة الشغيلة التعليمية، أعلن الوزير عن التزامه بصرف مستحقات المادة 89 خلال شهر أكتوبر المقبل، وهو الملف الذي ظل يراوح مكانه منذ شهور. كما تعهد بإطلاق دراسة شاملة حول خريطة المناطق النائية بالمملكة، على أن تُعرض خلاصاتها على النقابات خلال نفس الشهر، تمهيدًا لتفعيل التعويضات الموعودة. وبخصوص التعويض التكميلي، تم التأكيد على تعميمه بشكل عادل، مع الإشارة إلى أنه سيتم تضمينه ضمن مخرجات الحوار المركزي في إطار الاتفاقات السابقة.

واتُّفق خلال الاجتماع على استئناف عمل اللجنة التقنية في بداية شهر شتنبر 2025، لمواصلة النقاش حول الملفات التي لا تزال عالقة، في أفق التوصل إلى حلول نهائية قبل انطلاق الموسم الدراسي الجديد. ويأتي هذا اللقاء في سياق تراكمي يتسم بتأخر تنفيذ عدد من الاتفاقات السابقة، ما يطرح تساؤلات حول مدى التزام الوزارة بجدولة زمنية دقيقة لتنزيل بنود الحوار، وتفادي سيناريوهات التصعيد التي قد تعود إلى الواجهة مع بداية الدخول المدرسي المقبل.

*مدير نشر جريدة تنوير