أحمد رباص – تنوير
أعلن الكرملين يوم أمس الخميس 7 غشت، أنه من المتوقع أن يلتقي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب خلال الأيام المقبلة، ربما في الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لموسكو. وسيكون هذا أول لقاء منذ عام 2019. ولم تُدعَ أوكرانيا ولا أوروبا لحضوره. ولا يوجد ما يشير إلى أن هذا يُمثل تقدما نحو وقف إطلاق النار.
بمحض الصدفة، استقبل فلاديمير بوتين محمد بن زايد صباح يوم أمس الخميس وهو نفس حاكم الإمارات الذي استضاف دونالد ترامب في ماي الماضي في الرياض. وقد يكون هو من سيتولى مهمة التوفيق بين الرئيسين الروسي والأمريكي الأسبوع المقبل. وقال فلاديمير بوتين: “لدينا العديد من الأصدقاء المستعدين لمساعدتنا في تنظيم مثل هذا الحدث. أحد أصدقائنا هو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. سيكون هذا أحد الأماكن المناسبة جدا”.
كان آخر لقاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في اليابان عام 2019. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، استأنف الرئيس الأمريكي المحادثات الهاتفية ست مرات، وكانت نتائجها، كما يقول، واعدة دائما، لكنها في الواقع محدودة للغاية.
ويرى المراقبون أن هذا اللقاء المرتقب بين الزعيمين ليس إلا وسيلة بسيطة لتوفير الوقت لموسكو. يقول جان دو جلينياستي، السفير الفرنسي السابق لدى روسيا: “الشيء الملموس الوحيد الذي خرج هو اجتماعات التفاوض في إسطنبول، والتي تم خلالها إطلاق سراح السجناء، وتبادل الجثث، بالإضافة إلى مذكرتين تلخصان مواقف كل جانب”.
في فبراير الماضي، كان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين قد فكّرا في عقد لقاء. ولكن نظرا للمطالب المتضاربة للزعيمين الروسي والأوكراني لإنهاء الصراع، أُلغي الاجتماع. لا يوجد ما يشير إلى استعداد فلاديمير بوتين للتنازل عن أي شيء. لكن بموافقته على هذا الاجتماع، يكسب بوتين الوقت، ويؤجل فعليا الإنذار الأمريكي، الذي كان من المفترض أن ينتهي اليوم الجمعة، 8 غشت، مع التهديد بفرض عقوبات جديدة.
لتحليل نوايا بوتين المتعلقة بإحلال السلام بين بلاده وأوكرانيا، لا بد من العودة إلى اجتماع عقده في بداية العام الحالي مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حيث قال إنه يريد “سلاما دائما” في أوكرانيا، في حين أكد أن شروط السلام التي اقترحتها موسكو، ولا سيما ضم خمس مناطق أوكرانية، ظلت “دون تغيير”.
وأضاف الرئيس الروسي قائلا: “نحتاج إلى سلام دائم ومستقر قائم على أسس متينة، يرضي روسيا وأوكرانيا على حد سواء”، معتبرا أن “شروط السلام في روسيا، بالطبع، ما تزال قائمة”.
تطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن أربع مناطق أوكرانية يسيطر عليها الجيش الروسي جزئيا (دونيتسك، لوغانسك، زابوريزهيا، خيرسون)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها في عام 2014. وبالإضافة إلى هذه الضم، يريد الكرملين من كييف التخلي عن تسلم الأسلحة من اوربا الغربية وعن أي عضوية في حلف شمال الأطلسي.
تعتبر هذه الشروط غير مقبولة بالنسبة إلى كييف، التي تريد انسحاب القوات الروسية والحصول على ضمانات أمنية غربية، بما في ذلك استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه روسيا.
وبناء على ذلك، فإن المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي للصراع الذي أثاره الهجوم الروسي واسع النطاق ضد أوكرانيا في فبراير 2022 مرشحة لأن تصل إلى طريق مسدود.