عزيز الحنبلي -متابعة
قضّى رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش عطلةً خاصةً هذا الأسبوع في جزيرة سردينيا الإيطالية، وفق تقارير صحفية محلية نقلت أن ظهوره كان برفقة أفراد من أسرته داخل مطعم شهير بالجزيرة التي تُعد من أبرز الوجهات الراقية في البحر الأبيض المتوسط، ويقصدها عادةً رجال الأعمال والشخصيات العامة بحثًا عن الهدوء والخصوصية. وقد أكدت بعض الصحف أن الزيارة جرت يوم الأربعاء 6 غشت 2025، مشيرةً إلى أن المطعم يحمل اسم “NAMMOS”، وأن الوصول تم عبر قارب خدمة خاص، وهي تفاصيل ساهمت في اتساع تداول الخبر على المنصات الاجتماعية.
ورغم الطابع الشخصي للرحلة، تحوّلت الإجازة إلى موضوع نقاش عام داخل المغرب؛ إذ رأى جزء من المعلقين أن من حقّ المسؤول العمومي الاستجمام على نفقته الخاصة متى سمحت له التزاماته الرسمية بذلك، فيما اعتبر آخرون أن اختيار وجهة سياحية فاخرة يظل محمّلًا برسائل رمزية في سياق اجتماعي واقتصادي حساس.وهناك من اعتبر ان اخنوش وجه ضربة قاضية للسياحة المغربية ، في المقابل قام عبد الإله بنكيران بزيارة إلى منابع أم الربيع نواحي خنيفرة لتشجيع على السياحة الداخلية وذهبت مواقع إخبارية أخرى إلى وضع الحدث في إطار سنوي معتاد لدى عدد من السياسيين، مع التذكير بأن سردينيا وجهة تستقطب نخبة الزوار لما توفره من خدمات فندقية راقية ومناظر طبيعية خلابة.
على خلاف عادته في التكتم على وجهات سفره الخاصة، كما ينقل مقرّبون من ديوانه، كُشف هذه المرة عن الوجهة بعد نشر صورٍ من إيطاليا، تُظهره في أجواء عائلية بسردينيا. هذا “التسريب” غذّى التغطيات الإعلامية والتعليقات على الشبكات الاجتماعية.
في المقابل، ظهرت مقالات رأي تُجادل بأن الجدل المتجدد حول عطل المسؤولين يُغذّي خلطًا بين الحق في الخصوصية وبين واجب المساءلة السياسية، معتبرةً أن تقييم أداء الحكومة ينبغي أن يظل مرتبطًا بالقرارات والنتائج لا باختيارات وجهات السفر الخاصة متى لم تتداخل مع المال العام أو الواجبات الدستورية. وقدّم مقال رأي منشور مساء الجمعة 8 غشت 2025 هذا الطرح بوضوح وهو يناقش حدود الرقابة الشعبية على الحياة الخاصة للمسؤولين.
ورافقت الفيديوهات أنباء عن تناوله وجبة غذاء بلغت قيمتها حوالي 3000 أورو، مع تركه بقشيشا للنادلة قدر بـ200 أورو
خلاصة القول إن رحلة أخنوش إلى سردينيا أعادت طرح السؤال القديم-الجديد: أين تنتهي حياة الشخص العمومي الخاصة وأين تبدأ مقتضيات الشفافية؟ ما هو ثابت حتى الآن أنّ ما نُشر عن الإجازة اعتمد على مشاهدات وتقارير صحفية من إيطاليا ومواقع مغربية، وأن التفاعل الواسع معها يعكس حساسية صورة السلطة في الفضاء الرقمي، أكثر مما يعكس وقائع سياسية جديدة بحدّ ذاتها.