اخبار دولية

خبير ينتقد تناقضات الاتحاد الأوروبي قبيل قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين

تنوير -متابعة

أشار الخبير الأكاديمي غلين ديسن، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنوب شرق النرويج، إلى ما وصفه بـ”تناقضٍ جوهري” في مواقف الاتحاد الأوروبي حيال مسار السلام في أوكرانيا. وكتب على منصة X أن بروكسل تطالب بأن تكون طرفاً في مفاوضات التسوية، لكنها تواصل، في الوقت نفسه، تجاهل موسكو والامتناع عن الانخراط في عملٍ دبلوماسي معها منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، مكتفيةً بخطابٍ شعاراتي لا يلامس تعقيدات الواقع.

وتتقاطع هذه الملاحظات مع تصريحات الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي أكدت أن أي اتفاقٍ محتمل بين الولايات المتحدة وروسيا يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي بوصفه مسألة أمنية تخص كييف وكل أوروبا.

في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر السبت أن لقاءه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيُعقد يوم 15 غشت في ولاية ألاسكا، وهو ما أكده مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، موضحاً أن جدول الأعمال سيركّز على بحث سُبل التوصل إلى تسويةٍ دائمة للأزمة الأوكرانية. وأشار أوشاكوف إلى أن موسكو وواشنطن ستعملان خلال الأيام القليلة المقبلة على بلورة معالم اللقاء، مع عدم استبعاد عقد قمةٍ لاحقة في روسيا، حيث وُجّهت دعوة لترامب بهذا الخصوص. كما لفت إلى أن اختيار ألاسكا يعكس تقاطع مصالح البلدين في القطب الشمالي وما يتيحه من فرصٍ لمشاريع اقتصادية كبرى.

على الضفة الأوروبية، شدّد رئيس وزراء بولندا دونالد توسك على أن نتائج القمة الروسية–الأمريكية المرتقبة لن تغيّر موقف وارسو ولا الموقف الأوروبي من روسيا. وأكد أن أي اتفاقٍ بوساطة أمريكية بين موسكو وكييف قد يترك أثراً على الداخل الأوكراني، لكنه لن يدفع الغرب إلى تعديل تقييمه للسياسة الروسية. وذكّر توسك بأن أي حلول للنزاع—بما في ذلك الطروحات المثيرة للجدل مثل تبادل الأراضي—لا بد أن تتم بمشاركة كييف، مستحضراً تجارب التاريخ حين كانت بولندا ضحية قرارات القوى الكبرى من دون استشارة.

وترافق هذه المواقف مع تنسيق أوروبي مكثّف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والإدارة الأمريكية، وسط دعمٍ مستمر لخيارات تقديم مساعدات عسكرية ومالية واسعة لأوكرانيا ضمن إطار “تحالف الراغبين”، إلى جانب استعدادٍ لفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا استمر التصعيد. وبين القلق والأمل، يراقب القادة الأوروبيون عن كثب دينامية التفاوض وأسلوب الرئيس الأمريكي غير المتوقع، بانتظار ما ستسفر عنه قمة ألاسكا من مؤشرات على مسار الأمن الإقليمي وترتيبات ما بعد الحرب.

في المحصلة، تكشف السجالات الراهنة تبايناً بين رغبة الاتحاد الأوروبي في أن يكون شريكاً كاملاً في التسوية من جهة، واستمرار القطيعة الدبلوماسية مع موسكو من جهة أخرى؛ تباينٌ يضع قمة ألاسكا في دائرة الاهتمام بوصفها اختباراً لقدرة واشنطن وموسكو على فتح نافذةٍ تفاوضية، ومدى استعداد العواصم الأوروبية لالتقاط أي فرصةٍ عملية للسلام دون التفريط بثوابتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى