اقتصاد

تيكاد 9 في اليابان: رهانات شراكة متجددة بين طوكيو وإفريقيا

عزيز الحنبلي -متابعة

تستعد مدينة يوكوهاما اليابانية لاحتضان الدورة التاسعة من مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد 9) خلال الفترة من 20 إلى 22 غشت 2025، بمشاركة قادة أفارقة وشركاء دوليين ومؤسسات تمويل وتنمية. ويُعقد المؤتمر تحت قيادة الحكومة اليابانية وبالشراكة مع الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومفوضية الاتحاد الإفريقي. 

أُطلق مسار تيكاد سنة 1993 كمنصة متعددة الأطراف لتعزيز «الملكية الإفريقية» ومبدأ الشراكة المتوازنة في قضايا التنمية. ومنذ ذلك الحين تحول إلى موعد دوري لصياغة توجهات عملية في مجالات الاقتصاد الاجتماعي، والحوكمة، وبناء السلام، والصحة والتعليم، والبنيات التحتية، مع متابعة تنفيذية عبر اجتماعات وزارية ودورات متابعة. وقد شكّل انعقاد تيكاد 6 في نيروبي عام 2016 أول دورة تُنظَّم على أرض إفريقية، في إشارة قوية إلى ترسيخ البعد الإفريقي في قيادة الأجندة التنموية.

إلى جانب الجلسات العامة رفيعة المستوى، يواكب تيكاد 9 برنامج واسع من الفعاليات الموضوعاتية التي يشارك في تنظيمها البنك الدولي وشركاؤه، مع تركيز على التحول الأخضر، والتحول الرقمي، ورأس المال البشري، والصحة، والاندماج الإقليمي، وتمويل التنمية. هذا الزخم يهدف إلى وصل النقاشات السياسية بمشاريع قابلة للتنفيذ وتمويلات مبتكرة. 

ولتعميق بعد الاستثمار ونقل التكنولوجيا، تنظم منظمة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO) معرض TICAD Business Expo & Conference على هامش القمة، كمنصة لعرض حلول وتقنيات الشركات اليابانية أمام الوفود الحكومية والقطاع الخاص الإفريقي، وبحث فرص الشراكات الصناعية والخدماتية وسلاسل القيمة المشتركة. 

اختيار يوكوهاما ليس صدفة؛ فالمدينة راكمت خبرة تنظيمية لافتة باستضافتها دورات 2008 و2013 و2019، كما توفر بنية مؤتمرات متقدمة في مجمع «باسيفيكو يوكوهاما» وشبكة خدمات لوجستية تلائم قمماً من هذا الحجم. هذه الخبرة تضمن إدارة فعالة للتوافد الكبير للوفود والحوار مع المجتمع المدني والجامعات والقطاع الخاص.

من المنتظر أن تتركز المخرجات حول:

  • تسريع الاستثمار المنتج وخلق الوظائف عبر شراكات القطاعين العام والخاص وتمويلات ميسرة ومختلطة.

  • الأمن الغذائي والابتكار الزراعي وسلاسل الإمداد.

  • الطاقة النظيفة والانتقال العادل وبناء اقتصاد منخفض الكربون.

  • الصحة والنظم الصامدة بعد دروس الجائحة، والتعليم والتكوين المهني للشباب.

  • السلم والأمن ودعم قدرات حفظ السلام والوقاية من النزاعات.

تأتي قمة يوكوهاما بعد تيكاد 8 الذي عُقد في تونس سنة 2022، ومعها تراهن الدول الإفريقية على تعهدات قابلة للقياس وآليات متابعة واضحة، بما يضمن انتقالاً من الوعود إلى التنفيذ، وتوسيع دائرة المستفيدين لتشمل المقاولات الصغرى والمتوسطة والناشئة، والفاعلين المحليين والنساء والشباب.

وبالنسبة للمغرب، يكتسي تيكاد 2025 أهميةً خاصة لتعزيز مسار التقارب مع اليابان بعد الخلاف الدبلوماسي الذي دفع الرباط إلى عدم المشاركة في دورة تونس سنة 2022. كما تراهن المملكة على استثمار دينامية العلاقات الاقتصادية الثنائية، إذ بلغت قيمة الصادرات المغربية إلى اليابان 49.5 مليار ين سنة 2024 مقابل واردات بقيمة 47 مليار ين، في ظل حضور مؤسسي متنامٍ جسده افتتاح مكتب «جيترو» بالرباط، وحضور صناعي لافت لشركات يابانية من قبيل «يازaki» و«سوميتومو» ضمن منظومة صناعة السيارات بالمغرب. ويتيح معرض الأعمال المصاحب لتيكاد في يوكوهاما واجهةً مباشرة لعقد لقاءات بين الفاعلين المغاربة ونظرائهم اليابانيين واستكشاف شراكات في الصناعة واللوجستيك والطاقات النظيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى