مجتمع

ناصر الزفزافي ورفاقه يوحّدون صوتهم مع الجائعين والمقهورين في غزة والسودان

حميد قاسمي
شهدت المؤسسة السجنية بطنجة تنفيذ إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة من طرف عدد من المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة المعروفة بـحراك الريف، وذلك تعبيرا عن تضامنهم مع ضحايا المجاعة في كل من غزة والسودان، واحتجاجا على ما وصفوه بتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته إزاء الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وشمل الإضراب كلا من ناصر الزفزافي، محمد جلول، محمد حاكي، سمير إغيذ، زكريا أضهشور، ونبيل أحمجيق، حيث تضمن بيانهم المعلن اقتباسا من القائد التاريخي محمد بن عبد الكريم الخطابي جاء فيه أن انتصار الاستعمار في أي مكان يعد هزيمة للجميع، وأن انتصار الحرية في أي مكان هو انتصار مشترك.
المحامية والناشطة الحقوقية سارة سوجار، التي زارت المعتقلين بسجن طنجة 2، أوضحت أن هؤلاء السجناء يتابعون باهتمام التطورات الوطنية والدولية، ويحرصون على التعبير عن مواقف تضامنية من خلال مبادرات رمزية تتناسب مع ظروف اعتقالهم. وأشارت إلى أن لهم سوابق في هذا المجال، من بينها التبرع بما يملكون داخل السجن لصندوق تدبير جائحة كورونا، والتفاعل مع ضحايا زلزال الحوز، ودعم احتجاجات محلية وجهوية.
وأكدت سوجار أن القضية الفلسطينية تظل بالنسبة لهم قضية وطنية بامتياز، مشيرة إلى أن التضامن معها ليس جديدا في تاريخ النضال المغربي، إذ طالما صدرت عن السجون بيانات ورسائل داعمة لفلسطين حتى في فترات التضييق الشديد.
من جانبه، اعتبر الأستاذ الجامعي والحقوقي خالد البكاري أن التضامن الذي يبديه معتقلون يعيشون أوضاعا قاسية يعكس إحساسا مضاعفا بالمظلومية، لكونهم يتابعون المآسي الإنسانية بشكل يومي ومكثف داخل السجن. وأوضح أن هذه المبادرة تحمل بعدا إنسانيا أساسيا، يتجاوز البعد القومي أو الديني، مشددا على أن معاناة غزة والسودان تمثل جرحا إنسانيا عميقا، دون أن يعني ذلك إغفال مآسي شعوب أخرى حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى