رشيد ايت الساغ ـ تنوير
في أجواء إيمانية وروحانية مميزة، أحيت الجالية السنغالية المقيمة بحي تودلي بأيت عميرة، مساء الأربعاء، احتفال “مغال طوبى” الذي يُعد أبرز المناسبات الدينية للطريقة المريدية في السنغال. ويخلّد هذا الحدث ذكرى نفي مؤسس الطريقة، الشيخ أحمد بمبَ خادم الرسول ﷺ، إلى الغابون سنة 1895، وهو احتفال يقام سنويًا في مدينة طوبى منذ سنة 1928.
ويحظى الشيخ أحمد بمبَ، المولود سنة 1853 والمتوفى سنة 1927، بمكانة روحية كبيرة لدى أتباعه ومريديه، حيث عُرف بعلمه الغزير وورعه، وينحدر من أسرة علمية أنجبت العديد من الأولياء والعلماء في السنغال. والده كان قاضيًا ومرابطًا من الطريقة القادرية، فيما والدته مامه ديارا بوسو تنتمي لبيت علم وصلاح.
أسّس الشيخ بمبَ الطريقة المريدية سنة 1883، وجعل من مدينة طوبى مركزًا روحيًا لها. وتميزت دعوته بمقاومة سلمية للاستعمار الفرنسي، إذ اعتمد على التعليم والتزكية والشعر بدل اللجوء إلى السلاح. كما ترك إرثًا غنيًا من المؤلفات والقصائد في مدح النبي ﷺ، والدعوة إلى العمل، والتشبث بالقيم الروحية.
وبعد وفاته، تولى ابنه محمد مصطفى مباكي خلافة الطريقة، لتستمر طوبى في استقبال مئات الآلاف من الزوار سنويًا خلال مناسبة “مغال طوبى”. ويظل ضريحه داخل المسجد الكبير بطوبى مقصدًا للمريدين، حيث تُتلى آيات القرآن الكريم على مدار اليوم.
وتحرص الجاليات السنغالية حول العالم، بما فيها المقيمة بالمغرب، على إحياء هذه المناسبة سنويًا، لما تحمله من رمزية دينية واجتماعية، وترسيخًا لنهج مؤسس الطريقة المريدية الذي دعا إلى السلم والعلم والعمل الصالح.