عزيز الحنبلي -تنوير
شفشاون- خلّف الحريق الغابوي الذي اندلع بجماعة دردارة بإقليم شفشاون أضراراً واسعة التهمت نحو 500 هكتار من الغطاء الغابوي وبعض الحقول المجاورة، فيما أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن فرق التدخل تحكمت في 3 من أصل 4 بؤر كبيرة إلى حدود مساء الأربعاء 13 غشت 2025، دون تسجيل خسائر بشرية.
ووفق المعطيات الرسمية، تمت تعبئة قرابة 450 عنصراً من مختلف المتدخلين، مدعومين بوسائل تقنية ولوجستية، بينها أربع طائرات “كانادير” وأربع طائرات “توربو تراش” التي واصلت طلعاتها لإخماد البؤرة المتبقية وتطويق الجيوب الصغيرة على الأرض.
وأفادت مصادر ميدانية بأن الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة ساهمت في تسريع تمدد ألسنة اللهب، ما صعّب مهمة الإطفاء على السفوح الغابوية الوعرة، في وقت شاركت تشكيلات من القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المساعدة والدرك الملكي والإنعاش الوطني ومتطوعون من الساكنة في عمليات الإسناد.
وتسبّب الحريق في خسائر فلاحية شملت خصوصاً بساتين الزيتون والتين في عدد من الدواوير، بينما سُجّلت انقطاعات مؤقتة لحركة المرور على الطريق الرابطة بين شفشاون ووزان خلال ذروة الاشتعال، قبل استئنافها تدريجياً مع تحسّن الوضع الميداني.
وأوضحت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن جميع الموارد البشرية والوسائل اللوجستية ستظل معبّأة إلى حين الإخماد النهائي للحريق، مشيرةً إلى تحسّن ملحوظ بين يومي الثلاثاء والأربعاء بفعل التقدم المحرز في السيطرة.
وفي سياق متصل داخل إقليم شفشاون، أعلنت مصادر إعلامية عن توقيف مشتبه به على صلة بحريق اندلع في غابات باب تازة المجاورة، مع فتح تحقيق قضائي لتحديد الملابسات؛ من دون ربط رسمي حتى الآن بين هذا التوقيف وحريق دردارة.
للتذكير،تعيش المناطق الغابوية بالشمال موسم مخاطر مرتفعة للحرائق خلال فترات الحرّ والرياح الجافة، ما يستدعي تشديد تدابير الوقاية من طرف الساكنة، خصوصاً منع إضرام النار في المتنزهات والمزارع والتخلص الآمن من النفايات القابلة للاشتعال، مع إبلاغ السلطات فوراً عند رصد أي بؤر. وتُهيب السلطات بالمواطنين الالتزام بتعليمات فرق الإغاثة إلى حين الإخماد التام للحريق واستكمال إحصاء الأضرار.
