الإعلان عن “الأدوية” المحسنة للاداء الجنسي على الإنترنت.. فوضى عارمة وقلة حياء سافرة

أحمد رباص – تنوير
من الظواهر الاجتماعية التي لم يعطها الباحثون عندنا في السوسيولوجيا ما تستحقه من اهتمام، هناك ذلك السيل العرمرم من الوصلات الإشهارية التي تخترق بدون استئذان أشرطة اليوتوب وصفحات الفيسبوك، مروجة ومسوقة للأدوية المُحسّنة للأداء الجنسي، مثل تلك المُستخدمة لعلاج ضعف الانتصاب.
لكن ما جعل هذه الظاهرة تتسع وتتفشى، فضلا عن الإمكانات الهائلة التي تتيحها التكنولوجيا، هو أنها مرت من المرحلة الجنينية منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عندما كان تجار مثل هذه الأدوية يمارسون “أنشطتهم” في الفضاء المخصص للـ”حلقة” في الأسواق الأسبوعية والمواسم القبلية. ولم تسلم الحافلات الرابطة بين المدن من هذه الظاهرة، فقبل الانطلاق تتالى على الركاب مشاهد مسرحية يحاول أبطالها إقناعهم بنجاعة الدواء الذي يروجون له كبلسم شاف من كل الأمراض.
غياب ضوابط صارمة
إنها، إذن، مسألة مُعقّدة تنتشر في غياب ضوابط صارمة، رغم ما يقال من أن الإعلان المُباشر عن هذه الأدوية يخضع لقيودٍ صارمة قد تؤدي إلى الحظرٍ، بدعوى الحرص على حماية المُستهلكين ومنع إساءة الاستخدام. ومن أجل التمويه، غالبا ما تستعمل الشركات أساليب غير مباشرة، مثل الترويج للمُكمّلات الغذائية أو مُنتجات العافية الجنسية، مُركّزة على المُكوّنات الطبيعية أو الحلول المُحسّنة للرغبة الجنسية.
إن إصرار هؤلاء “التجار”، وهم في أغلبهم “عشابة”، على الحضور وإزعاج المستعملين من كل الأعمار، ينم عن غياب لكل ما تدعيه السلطات الصحية من تنظيم الإعلانات عن الأدوية الموصوفة طبياً بشكل صارم، مع قواعد محددة لمنع الإعلانات الكاذبة أو المضللة. فلو كان ذلك صحيحا، لماذا لم نشاهد اعتقال أشخاص نشطين في هذا المجال على إثر ضبط مخالفاتهم؟
في كثير من الأحيان تتجنب الشركات القيود من خلال الترويج لمنتجات العافية الجنسية أو المكملات الغذائية، وإبراز المكونات الطبيعية والآثار الإيجابية على الرغبة الجنسية والأداء الجنسي.
مخاوف أخلاقية
هناك مخاوف أخلاقية بشأن الإعلان عن العقاقير المنشطة جنسياً، بما في ذلك الضغط على الأفراد، والمعلومات المضللة، وتعريض الصحة العامة للخطر.
هذا النوع من الإعلانات خطير جدا من الناحية الأخلاقية حيث نجده لا يتوجه تحديدا إلى الفئة العمرية التي تعاني من الضعف الجنسي بفعل الشيخوخة والتقدم في السن، بل يفرض أصحابها ومنتجوها أنفسهم حتى على أطفال في سن الزهور لم يتلقوا من التربية الجنسية ما يؤهلهم لاكتساب المناعة ضد هذا النوع من التجارة وأحابيله.
توجيهات معقولة
بالنسبة لعلاج ضعف الانتصاب، تتوفر أدوية مثل الفياجرا (سيلدينافيل)، والسياليس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل) بوصفة طبية، وقد يتم الإعلان عنها بشكل غير مباشر كجزء من نهج طبي.
المنتجات الطبيعية:
هناك أيضا مجموعة واسعة من المكملات الغذائية والمنتجات الطبيعية (الكبسولات والزيوت، إلخ..) التي يتم تسويقها على أنها منشطات جنسية، وغالبا ما تكون ادعاءاتها غير مثبتة أو مبالغ فيها.
توصيات ونصائح
استشر أخصائي الرعاية الصحية إذا كنت تعاني من ضعف الانتصاب أو مشاكل جنسية، فمن الضروري استشارة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية المؤهل للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.
حذار من الإعلانات
يجب أن تكون يقظا عندما يتعلق الأمر بالإعلان عن الأدوية والمكملات الغذائية، والتحقق من مصادر المعلومات، وقراءة النشرات بعناية والحذر من الوعود المبالغ فيها.
مقابلة شاملة
إن تحسين الصحة الجنسية يتطلب في كثير من الأحيان اتباع مقابلة دؤوبة تشمل نمط حياة صحيا، ونظاما غذائيا متوازنا، وإدارة التوتر وحسن التواصل مع الشريك.