الفنان باباحدو أشهبون… ريشة من خنيفرة تلتقط جمال الطبيعة وتمنحه حياة على الورق

بقلم: منى بنحدو
لا يختلف اثنان على أن الرسم من أرقى الفنون الجميلة، وأن مبدعيه يمتلكون حساً مرهفاً وقدرة على التقاط أدق التفاصيل التي قد تغيب عن أعين الآخرين. من بين هؤلاء المبدعين، يبرز اسم الفنان المغربي باباحدو أشهبون، ابن مدينة خنيفرة، حيث الطبيعة الساحرة والخضرة التي تُلهم الخيال. أشهبون جمع بين الرسم ومواهب أخرى، لكننا اليوم نسلط الضوء على تجربته التشكيلية التي تستحق التوقف عندها.
بدأت علاقة الفنان بالرسم منذ نعومة أظافره، حين كان لا يزال تلميذاً في المرحلة الابتدائية. كانت البداية مجرد خربشات وخطوط غير واضحة، قبل أن تتحول تدريجياً إلى أعمال تحمل ملامح واضحة، وتتطور مع مرور الزمن. الطبيعة كانت ملهمته الأولى، ومنها انتقل إلى رسم الأشياء الواقعية، ولم يكتف بذلك بل خاض أيضاً تجربة النحت.
اكتشف موهبته في سن السابعة، وظل شغفه يكبر معه حتى وجد في المدرسة الانطباعية أقرب الأساليب الفنية إلى قلبه. ومع ذلك، يؤمن أشهبون أن المثابرة والاستمرارية ستمنحانه القدرة على ابتكار أسلوبه الخاص الذي يميز أعماله.
يحمل الفنان في جعبته مشاريع طموحة، من بينها إنشاء ورشات لتعليم الرسم للأطفال في القرى المجاورة، إيماناً منه بأن التعليم الأكاديمي وحده لا يكفي، وأن المواهب الناشئة تحتاج إلى من يرعاها ويصقل قدراتها.
لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود؛ فكما هو حال معظم الفنانين، اصطدم أشهبون بإكراهات عديدة، أبرزها ضعف سوق تسويق الأعمال الفنية، مما يجعل من الصعب الاعتماد على الفن كمصدر دخل وحيد. ويأمل أن تولي وزارة الثقافة اهتماماً أكبر لهذا الجانب، من خلال توفير فضاءات عرض مجانية، خصوصاً للفنانين الذين هم في بداية مسارهم.
بالنسبة له، يظل الفن جسراً للتواصل وفضاءً للإبداع الذي لا يعرف حدوداً، ورسالة جمالية وإنسانية تستحق كل الدعم.