مجتمع

حذار من مد الهجرة الجارف.. لصوصية وتحولات مجتمعية خطيرة في المغرب

.محمد جرو / تنوير
طالعتنا ومازالت مختلف الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي، ومنذ 2014 (سياسة الهجرة واللجوء) بكوارث وحوادث يتسبب فيها مهاجرون مختلفون، خاصة من دول الساحل جنوب الصحراء، مما ينذر بمد جارف قد يقلب المغرب رأسا على عقب، بعد “قبوله بحصر” هؤلاء داخل مدنه وقراه، وانتشر بذلك متاجرون في البشر وعمت الفوضى جل مناطق المغرب ومازالت مستمرة.. الخطير هو أن هؤلاء “استحلوا” المقام وسرعة تفاعل المجتمع “إنسانيا”معهم، فرد الكثير منهم هذا الإحتضان الشعبي قبل الرسمي الذي وفر للعديد منهم أوراق إقامة عبر المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ردوا النعمة بتشكيل عصابات و مجموعات تشكل ناقوس إنذار لما قد يسفر عنه المستقبل، وهو عنوان لفشل سياسة الهجرة واللجوء والإيواء..
ففي مراكش عاصمة السياحة ورجال المال والأعمال، تمكنت مصالح الامن بمراكش خلال الساعات الماضية من توقيف ثلاث مهاجرين ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء وذلك للاشتباه في تورطهم في عمليات سرقة منظمة بمراكش.
وبفضل يقظة عناصر الدائرة الاولى، وبأحد الأزقة المتفرعة عن شارع عبد الكريم الخطابي، ضبط متورط من دول الساحل جنوب الصحراء بعد التبليغ عن نشلاطه الجرمي، حيث كان يتظاهر بالتسول، وعندما تتاح له الفرصة ينفذ عمليات سرقة عن طريق استعمال القوة او الخطف، حيث يقوم عادة بسرقة حقائب او هواتف من السيارات المتوقفة.
وفي عملية أخرى ،بالمدينة الحمراء ، تمكنت عناصر نقطة الارتكاز بملتقى شارعي محمد الخامس و عبد الكريم الخطابي، من توقيف مهاجرين اثنين ، و ذلك بعد العرف عليهما من طرف مواطنين عقب عمليات سرقة مختلفة كان اخرها سرقة هاتف من محل تجاري بجليز،وحسب ما يظهره مقطع فيديو ، فقد تم توقيف المعنيين بالامر بعد مقاومة شديدة انتهت باعتراف احدهما و التاكيد على ان زميله ينفذ عمليات سرقة في كل ارجاء المدينة، لتتم احالتهما على مصالح الدائرة 22 لاتخاذ المتعين في حقهما.
وقد أعادت الصدامات الأخيرة التي شهدتها مناطق مغربية، كمدينة الدار البيضاء وإقليم اشتوكة أيت باها، بين مهاجرين غير نظاميين ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، النقاش حول تدبير ملف الهجرة واللجوء في المغرب، وحول فعالية السياسات المتبعة في هذا الشأن؛ إذ برزت خطابات عنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى بلدانهم، مستندة إلى ما تعتبره تهديدا للأمن والاستقرار المجتمعي.
كما أظهر فيديو عملية “گريساج”لعنصرين يرتديان “عباءات نسائية وهم “يگشطون”مواطنا أعزلا بطنجة..
إن الوضع أصبح مقلقا للغاية ،رغم تسجيلنا لحالات اندمجت داخل المجتمع ،واستعين بمهاجرين في عدة مجالات أثبتوا جدارتهم وقرروا الإستقرار ،إلا أنها تبقى معزولة وقليلة مقارنة مع ما نراه ونسمع ،وليس عنصرية أو شوفينية ضيقة إنما هي مرحلة دقيقة نمر منها جميعا في ظل ضعف خدمات الدولة من مراكز ومؤسسات تتطلب انكبابا حقيقيا قبل تطور معدلات الجريمة “الأجنبية”فالأخطر ماوصلنا من فعاليات مدنية بجهة درعة تافيلالت ،بالتحديد إقليم زاگورة التي لاحظ هؤلاء دخول مهاجرون مختلطون عبر شحنهم من مدن الشمال عبر حافلات والقائهم هناك،تمكن فاعل مدني(توصلنا بأوديو حول الحادثة) من محاورتهم بعدما شاهدهم يتسولون قرب المساجد ،ليكتشف أنهم مجموعات من جنسيات مختلفة تونسية وسورية وأفارقة ،وهنا وجه الخطورة التي تتطلب تكثيف الجهود لضبط الظاهرة ومحاسبة المتسببين فيها (شحن هؤلاء في حافلات)وجنوبا بالطنطان وسيدي إيفني والشاطىء الابيض بگلميم(جهة گلميم واد نون)ومحيطهاكذلك بحكم قربها من جزر الكناري ،حيث ينشط تجار البشر ومافيات الهجرة غير النظامية،سجل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تنامي الظاهرة ،و”ترحيل”يتم عبر حافلات بمرافقة أعوان السلطة (مقدمين) وقوات مساعدة نحو وجهات مدن مغربية ،في عملية “فك”الإقليم نحو إقليم مغربي آخر “ويدبرو راسهم”…فأين المسؤولين والبرلمانيين من كل هذا الذي يحدث سيترك المواطنون في مواجهة ظاهرة تنمو رويدا رويدا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى