مجتمع
عبد العزيز المنبهي.. مناضل يساري كابد القمع و عاش ماركسيا لينينيا

أحمد رباص – تنوير
تعددت اهتمامات وانشغالات الفقيد عبد العزيز المنبهي، أخ الشهـيدة سعيدة المنبهي ورئيس سابق لأوطم (الإتحاد الوطني لطلبة المغرب) بعد المؤتمر الخامس عشر. ويعتبر المنبهي واحدا من المؤسسين لمنظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية، ومناضلا جسّد في جسده ومعيشه تاريخ اليسار الجذري المغربي، وتعرض للاعتقال خلال ما عرف بسنوات الجمـر والرصاص، حيث تعرض لأبشع أشكال التعذيب بحسب رفاقه، ثم ذاق مرارة المنفى القسـري..
كان يرقد بأحد مصحات بمدينة “نانت الفرنسية”،حيث عايده بعض من رفاقه وقد استقبلهم بابتسامته العنيدة ،رغم مرضه قائلا:
“كنتُ ماركسيا لينينيا، وسأظل ماركسيا لينينيا، وسأموت ماركسيا لينينيا”.
وُلد المنبهي بمراكش يوم 15 فبراير 1950. كان المغرب آنذاك تحت الاحتلال الفرنسي.
نشأ في عائلة كبيرة، من بين افرادها أخته سعيدة، التي توفيت إثر إضراب عن الطعام في سجون الحسن الثاني عن عمر يناهز 25 عاما، بسبب قلة الرعاية .
درس جميع مواده باللغة العربية. تطلب هذا الأمر منه عناء كبيرا للعثور على مدرسة إعدادية، ثم مدرسة ثانوية، حيث كانت اللغة العربية تُدرّس لدى الأقلية في ذلك الوقت.
بعد مراكش وآسفي، وصل إلى الرباط، حيث التقى في ثانوية محمد الخامس بعبد اللطيف زروال الذي توفي هو الآخر تحت التعذيب في درب مولاي الشريف بالدار البيضاء، في يونيو 1974 عن عمر يناهز 25 عاما.
في علاقة بالتزامه السياسي، شارك برحاب ثانوية محمد الخامس بمراكش في إنشاء هيئة تابعة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ستلعب هذه الهيئة دورا مهما في الإضرابات والمظاهرات التي قام بها طلاب المدارس الثانوية في مراكش، خلال الانتفاضة الشعبية في مارس 1965.
ستثير هذه الانتفاضة، التي قمعت في حمام دماء، الوعي بالطبيعة القمعية واللاديمقراطية واللاشعبية للسلطة المغربية، بالإضافة إلى سياستها الانتقائية والرجعية في مجال التعليم.
حصل عزيز على شهادة البكالوريا في يونيو 1968. في سبتمبر 1968، دخل جامعة الرباط لدراسة الفلسفة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية. من عام 1969 إلى عام 1972، انتُخب أمينا عاما للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بكلية الآداب. خلال هذه الفترة، اعتُقل عدة مرات، وتعرض خلالها للتعذيب والإذلال والترهيب وسوء المعاملة (حلق الرأس، الاستحمام بماء بارد، العزل، إلخ..).
في عام 1969، انضم إلى الحزب الشيوعي المغربي (حزب التقدم والاشتراكية حاليا). ولما رأى أن هذا الحزب تحول تدريجيا إلى حزب ملكي. غادره عام 1970 وشارك في تأسيس الحركة الماركسية اللينينية المغربية “إلى الأمام”، التي حظيت في البداية بتعاطف الحركة الطلابية المغربية، ومكنت من تأسيس الجبهة المتحدة للطلبة التقدميين المغاربة التي فازت في انتخابات المؤتمر الخامس عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.