أخبار وطنية

من وحي “الحدث”:المؤسسة الملكية في مرمى لوموند الفرنسية ..قراءة في “التحقيق المفترى عليه”

للتاريخ وللوموند ،الملك محمد السادس هو الملك 23 من ملوك الدولة العلوية والملك 117 منذ المولى إدريس الأول

محمد جرو/تنوير:
يقول مثل حساني صحراوي مغربي”جواب المحگور سكاتو”..ويقابله كذلك “لي عضك وماعضيتو ..يگول أنك بلا سنين”..لماذا توجهت جريدة لوموند الفرنسية ،والمقربة من قصر الإليزي بسهامها نحو المغرب وملكيته على عهد محمد السادس ،وادعت “أنه نهاية عهده”؟لها ولقرائها بعض من تواريخ ووقائع ،ندحض بها هذه الإدعاءات التي أتت في الدقائق الأخيرة ،ولم تتحدث قط عن نهاية الجمهورية الخامسة ،وفشل ماكرون وحكوماته الفاشلة كذلك ،والتي رمت بفرنسا الديموقراطية والحرية والمساواة ،إلى مصاف دول ضعيفة ،سجلت استعلاء الرئيس عن كل السلط والبرلمان ،يوحي بنوع من الإستبداد والإستفراد بالحكم ..

يصف نص “لغز محمد السادس (1/6)” التناقضات في صورة الملك محمد السادس، حيث تُظهر إحدى الصور تعبًا وضعفًا في صلاة العيد، بينما تُظهره صورة أخرى يركب دراجة مائية بنشاط، يعكس هذا التناقض بين الضعف والقوة المحتملة وضع المغرب الحالي، حيث تثير صحة الملك قلقًا وتدفع إلى “صراعات” السلطة بين النخبة، في ظل “عدم اليقين” بشأن المستقبل وتداعيات صحته، لكنه لا يؤثر على هدوئه في قيادة المملكة.
اللقطات المتناقضة:
-صورة الضعف:
في 7 يونيو، خلال صلاة عيد الأضحى، شوهد الملك محمد السادس جالسًا على كرسي، يبدو وجهه متعبًا، مع انحناء الجميع من حوله للسجود، مما يسلط الضوء على تعبه وهشاشته.
-صورة القوة:
بعد أسبوعين، انتشر مقطع فيديو للملك يركب دراجة مائية في كابو نيغرو، محاطًا بحراسه الشخصيين ويرفع يده للمواطنين.
-التفسير:
يُشكل هذا التناقض المزدوج تلخيصًا للانتقال الذي يمر به المغرب ،على الرغم من الصور التي تظهر ضعفه الجسدي، مثل الترحيب بإيمانويل ماكرون وهو يمسك عصا في أكتوبر 2024، إلا أن هذا الضعف لا يُنظر إليه على أنه دراماتيكي أو يؤثر على استقرار قيادته.
يثير تضاد هاتين الصورتين القلق حول صحة الملك واحتمالية خلافته.يغذي احتمال خلافته صراعات بين فصائل النخبة الحاكمة.
هذه التناقضات تعكس الوضع المعقد للمغرب في هذه اللحظة. المشهد البروتوكولي، غير أنَّ انتقال السلطة في المملكة لا يبدو محصورًا في الجانب الرمزي وحده.
للتاريخ وللوموند ،الملك محمد السادس هو الملك 23 من ملوك الدولة العلوية والملك 117 منذ المولى إدريس الأول،ثم اللعب الكاريكاتوري على صور “وهن الملك”ثم قضاء عطلته رفقة ولي العهد المولى الحسن والأميرة لالة خديجة ،ماهو إلا “ارتباك”كبير لدى الصحفيين ويعكس تحطم مصداقية لوموند ،دون إغفال تواريخ ومواعيد مهمة كان الملك حاضرا فيها ،نوجزها كالتالي:

1ـترأس المجلس الوزاري في 12 ماي
2- استقبال الولاة والعمال في 25 ماي
3- استقبال عددا من السفراء في 14 ماي
4- تدشين خط السككي lgv في أبريل
5- اعطاء انطلاقة إحداث منصة المخزون والاحتياطات الأولية لجهة الرباط- سلا- القنيطرة في 7 ماي
6- ترأس حفل الولاء ونوجيه خطاب العرش نهاية يوليوز
7- اصدار العفو الخاص في مناسبة عيد العرش والأضحى
8- اصدار قرار الغاء اضحية عيد الأضحى والقيام بالواجبات الدينية لهذه المناسبة.
9- تكليف لفتيت بالانتخابات المقبلة
10- تكليف الحكومة باعداد جيل جديد لاستراتيجية التفاوت المجالي..فأين الغياب المتحدث عنه ،في التحقيق المفترى عنه والمعنون ب:
“لغز محمد السادس، بعد ستة وعشرين عاما منذ اعتلائه الحكم سنة 1999، لا يزال العاهل المغربي شخصية معقدة في علاقته بالسلطة. وبينما تثير صحته تساؤلات، فإن احتمال خلافته يؤجج صراعات السلطة والطعن في الظهر بين فصائل النخبة”.وهنا يطرح التساؤل حول الصحافة الفرنسية ،وأن من “يثق”في فرنسا وغيرها من الدول الإستعمارية كأنما يأتمن خائنا على سر ،كيف تختزل دولة بحجم المغرب في صورتين عابرتين؟ لماذا غاب الحديث عن الاقتصاد الذي صمد أمام الأزمات العالمية،ومع ذلك تتوالى الإنتقادات حول التوجهات العامة للدولة في كل المجالات ومنها الإقتصاد نفسه ،ثم أين عشرات المشاريع الاستراتيجية في الصحراء والطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي ،التي أسالت ومازالت لعاب الدول العظمى ،ومنها فرنسا التي “سد”عليها المغرب مدة طويلة وقال لها إما أن تأتي كرها أو طوعا ،قبل أن يأتي ماكرون طوعا وخطابه بالبرلمان رغم احتجاجنا على مضمونه ،خاصة قضية التضامن مع شعبنا بفلسطين ،وثائرة الرفيقة نبيلة من داخل القبة شاهدة على أننا لم نكن في يوم من الأيام تحت جناح “لفرانسيس “ثم هناك معارضة على قلتها وصحافة وصراعا بين من يدعو ويناضل من أجل دولة المؤسسات ،ضد طابور قوى الفساد يفضحها المناضلون صباح مساء ،ويتعرضون جراء مواقفهم وصدحهم بالتصدي ومعاقبة ناهبي المال العام والعابثين بهوامش من الحرية ،للإعتقالات والمتابعات ،وهناك من ينادي بملكية برلمانية حيث الملك محمد السادس  يسود ولا يحكم ،ومن بينهم الحزب الإشتراكي الموحد الذي ،نتيجة لمواقفه عوقب ومازال ،وحوصرت نائبته البرلمانية الوحيدة الدكتورة نبيلة منيب غير مامرة ،وحراكات شعبية مناضلة وتبوأ الأمن الإستخباراتي داخليا وخارجيا لمكانة عالمية ،حيث شاركت في حماية “لوموند” وفرنسا واسبانيا والولايات المتحدة من هجمات إرهابية ألم ترى عيون وأقلام لوموند وصحفييها كل هذا ؟
إنها صحافة تستبدل المعطيات الجادة بالرموز المسرحية، وتستعمل لغة الإثارة الرخيصة بدل التحليل الرصين ،والنتيجة للأسف الشديد ،توزيع مقالات أشبه ببطاقات بريدية مشوهة، لا صلة لها بحقيقة بلد يمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل ..
فبينما يسعى الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إعادة الدفء للعلاقات الاستراتيجية مع الرباط، وهنا وجه التناقضات والتضاد الذي أغفلته لوموند وغيرها من الأقلام التي قد تكون “مأجورة ” ،نجد الصحافة الباريسية تعزف على أوتار قديمة: “الملك المريض”، “المؤسسة العاجزة”، وكأنها لازالت تعيش عقدة الوصاية الاستعمارية الكولونيالية التي لبست جنس “التحقيق الصحفي” لتركز فقط “تحقيقها”حول شخصية ووضعية الملك محمد السادس ،في إصدار لأحكام قيمة وتنقيطا لاتملك حق ذلك كله ،وتختبىء وراء “حرية الصحافة”وصنعت بذلك “خلطة هجينة”باستعمال صور الملك محاولة منها “إستمالة وإرضاء”جهات دفعتها لذلك ..والخطير أنها تحاول استبلاد ذكاء المغاربة ،الذين يجيدون قراءة ماوراء وتحت السطور وبلغة موليير التي تفوقوا في بحورها على العديد من الفرنسيين أنفسهم ،من جهة أخرى تحاول لوموند وغيرها من صحف “الجيران”توظيف تيار اليسار المتهم دائما بأنه “ضد الدولةورموزها”وهذا يخفي تنامي يمين متطرف “يكره”كل شيء ولو حاولت مثل لوموند في “تحقيقها”تصوير نفسها أنها “تنأى “عن ذلك ..
فبينما يرى ربما مراقبون أن “غياب”الملك المتكرر بسبب وضعه الصحي ،الشيء الذي ربما يعكس مرحلة انتقالية ودقيقة خاصة مع مشاريع وتظاهرات كبرى ووضعا عالميا غير مستقر ،نرى نحن أن المؤسسة الملكية ومنذ 26 سنة من حكم الملك محمد السادس ،يجب أن تعمل على تحديث نفسها من أجل ملكية برلمانية ،وإعمال فصول وبنود الدستور ،الذي لم نصوت عليه ،خاصة الديباجة التي لأول مرة تعتبر من الدستور منذ وثيقة 1905،وابرزها سمو المواثيق الدولية عنه نفسه ،ثم تنزيل المتعلق منها بمؤسسات الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب خاصة جرائم الأموال في أفق فتح النقاش العمومي حول إصلاحات دستورية وسياسية أخرى ،تتماشى وتحولات المجتمع المغربي.
ففي المجمل،بينما ترى “لوموند” أن المملكة المغربية باتت تواجه مناخًا يوحي بنهاية عهد، في حين يراها المغاربة مرحلة دقيقة من إعادة التوازن والتجديد السياسي الداخلي تحت سقف السلطة،وحسب لوموند، يخيّم جو “نهاية عهد” على المشهد وهو فعلا “مشهدا” صورته مشوها عبر صحفييها غير أننا ومع مراقبين آخرين نرى الأمر مرحلة إعادة ترتيب والإستعداد فعليا لمرحلة 2026/2030..
كنت سأكتفي مثل كثيرين ،وأنا أدلو بدلوي حول “تحقيق لوموند”بالمثل الشعبي الحساني المغربي “جواب المحگور سكاتو”أو القافلة تسير و…،لكني فضلت وأرجو أن أكون قد وفقت “لي عضك وماعضيتو يگول عنك بلا سنين”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى