صحة
“فيتامين الحياة : السر الصغير وراء الطاقة والجمال”

نعيمة ايت إبراهيم -تطوان
قد لا يكون الإرهاق المستمر الذي يرافقنا، أو هشاشة الشعر وضعف الأظافر، أو حتى اضطراب المزاج وتقلباته، مجرد عارض عابر أو نتيجة تعب يومي، بل قد يكون إشارة خفية يرسلها الجسد ليعلن عن افتقاره لفيتامين أساسي يمنحه الحياة والاتزان. إنه فيتامين B بمجموعته الكاملة، هذا العقد الفريد من ثمانية أحجار ثمينة تتناغم معًا لتبني صحتنا الجسدية والنفسية. فكل واحد منها يحمل دورًا لا غنى عنه؛ من حماية الأعصاب ومنح الطاقة، إلى تعزيز صفاء البشرة ولمعان الشعر، وإلى صون الدماغ والقلب من العطب. ولأن أجسادنا لا تختزن منه إلا القليل، وجب أن نزوده به كل يوم، وإلا كان النقص بداية لاضطراب يطال الروح والجسد معًا. فنقصه قد يسلبنا حيويتنا، ويجعل التعب صديقًا لا يفارقنا، وقد يقود إلى فقر دم يرهق القلب، أو اضطراب عصبي يسرق منّا صفاء الذاكرة وهدوء النفس، بل قد يطفئ بريق الشعر ويترك الأظافر هشة ضعيفة، وقد يثقل الروح بقلق واكتئاب خفيين. ولأن المرأة أكثر حساسية لهذا النقص بما يرافق حياتها من دورة شهرية وفترات حمل ورضاعة وضغوط يومية وحميات قاسية، فهي تحتاج إلى جرعة أكبر من العناية والانتباه. ولحسن الحظ، فإن الطبيعة سخية، تبسط أمامنا مصادر متعددة لفيتامينات B: في اللحوم والبيض والحليب، وفي السبانخ والبقوليات والمكسرات، وفي البطاطا والموز والفطر. لكن أحيانًا لا يكفي الطعام وحده، فتغدو المكملات ضرورة، خاصة للنباتيات وللحوامل ولمن يعانين ضعف الامتصاص أو تقدّم العمر، غير أن الحكمة تقتضي ألا تُتناول إلا باستشارة الطبيب. إن سر جمال المرأة، من صفاء بشرتها إلى لمعان شعرها وقوة أظافرها، يكمن في حضور هذه الفيتامينات في غذائها، حتى غدت مكوّنًا رئيسيًا في مستحضرات العناية والجمال. والوقاية من نقصها ليست أمرًا معقدًا؛ يكفي أن نجعل موائدنا غنية بالألوان، وأن نبدأ نهارنا بوجبة متوازنة من الحبوب والبيض والحليب، وأن نرافق أيامنا بحفنة من المكسرات، وألا نهمل الفحوص الدورية التي تكشف مبكرًا أي نقص قد يطرق أبواب أجسادنا. هكذا يصبح فيتامين B سرًا صغيرًا لحياة ممتلئة بالطاقة، وصحة متوازنة، وجمال يشرق من الداخل قبل أن يفيض على الملامح.