اسمى .ج
شهدت مدينة الدار البيضاء خطوة حاسمة في مسار استكمال مشروع “المحج الملكي”، بعد المصادقة الرسمية على تسريع وتيرة الأشغال المرتبطة بهذا الورش العمراني الكبير، الذي يعد أحد أبرز المشاريع المهيكلة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.
هذا القرار يأتي استجابة للتوجيهات الملكية الرامية إلى إعطاء نفس جديد للبنية التحتية الحضرية، وتعزيز جاذبية مدينة الدار البيضاء كقطب اقتصادي ومالي عالمي، بما ينسجم مع مكانتها كـ”قلب نابض” للتنمية الوطنية، وواجهة حديثة لمغرب يسير بخطى واثقة نحو المستقبل.
مشروع “المحج الملكي”، الذي يمتد على طول محوري وسط المدينة، يندرج ضمن رؤية شمولية تهدف إلى إعادة تهيئة المجال الحضري، وتحسين انسيابية التنقل، وإعادة الاعتبار للفضاءات العمومية، مع إحداث مناطق خضراء ومسارات مخصصة للراجلين ووسائل النقل المستدامة. ومن المنتظر أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في المشهد العمراني للدار البيضاء، على غرار المشاريع الكبرى التي عرفتها المدينة خلال العقدين الأخيرين.
كما يرتبط المشروع بشكل وثيق بمشاريع مهيكلة أخرى، مثل تهيئة ساحة الأمم المتحدة، وتوسعة شبكة الترامواي، وتطوير البنية التحتية للطرق والجسور، وهو ما يعكس مقاربة متكاملة تهدف إلى جعل المدينة أكثر تنافسية، وأكثر قدرة على استقطاب الاستثمارات الوطنية والأجنبية.
المصادقة على تسريع وتيرة الأشغال تضع مختلف المتدخلين من سلطات محلية، ومؤسسات منتخبة، ومقاولات منجزة أمام مسؤوليات مضاعفة، لضمان احترام الآجال المحددة، وتحقيق الجودة المطلوبة، مع الحرص على تقليص الإكراهات التي قد تواجه الساكنة والمرتفقين خلال فترة الأشغال.
ويُتوقع أن يُساهم المشروع بعد اكتماله في تعزيز صورة الدار البيضاء كمدينة حديثة ذات إشعاع دولي، كما سيوفر فضاءات حضرية عصرية تستجيب لتطلعات السكان والزوار، وتجسد في الآن نفسه فلسفة “المغرب الجديد” التي تقوم على التنمية المندمجة والمستدامة.