في سابقة نوعية على المستوى الوطني، شهد المغرب تنظيم المخيم الوطني الدامج للأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد 2025، وهي مبادرة حملت توقيع مكتب أصول للاستشارة والدراسات، صاحب الفكرة والمشروع، بشراكة مع جمعية موزاييك ومنظمة الطلائع أطفال المغرب والجمعية الوطنية للتوحد، وبدعم وازن من كتابة الدولة المكلفة بالإدماج الاجتماعي ووزارة الشباب والثقافة والاتصال.
هذا المخيم لم يكن مجرد محطة ترفيهية أو تربوية، بل شكل مختبراً اجتماعياً وتربوياً هدفه الأساسي اختبار فعالية النموذج الدامج في إدماج الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد، عبر توفير بيئة منظمة، آمنة، ومفتوحة على التفاعل مع أقرانهم.
نجاح باهر ونتائج مشجعة
بحسب القائمين على المشروع، فقد حققت التجربة نجاحاً كبيراً على مختلف المستويات؛ إذ لمس أولياء الأمور والأطر التربوية تقدماً ملحوظاً في مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال المشاركين. كما ساهم المخيم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بالانتماء إلى المجموعة، بفضل أنشطة متنوعة أُعدّت بإشراف متخصصين في مجال التوحد.
مخرجات علمية في الأفق
ولأن التجربة لم تقتصر على بعدها العملي، فمن المرتقب أن تصدر، خلال الأسابيع المقبلة، دراسة علمية دقيقة توثق هذه التجربة وتستعرض أثرها على المستفيدين، لتكون مرجعاً يمكن البناء عليه في رسم سياسات وطنية أكثر إدماجاً لهذه الفئة. هذه الدراسة ستسعى إلى إبراز كيف يمكن لمثل هذه المبادرات أن تتحول من مجرد أنشطة ظرفية إلى رافعة استراتيجية للإدماج الاجتماعي.
نحو مقاربة جديدة في التعاطي مع التوحد
إن ما يميز هذه التجربة هو أنها سلطت الضوء على ضرورة الانتقال من المقاربة التقليدية التي تركز على الرعاية فقط، إلى مقاربة أوسع تجعل من الإدماج محوراً أساسياً في كل مبادرة تستهدف الأطفال في وضعية إعاقة. فالنجاح الذي تحقق يعكس أن توفير بيئة دامجـة ليس ترفاً بل حاجة ملحة، تساهم في تفجير طاقات كامنة وإعادة رسم صورة أكثر إيجابية عن ذوي اضطرابات طيف التوحد داخل المجتمع.