شهدت مقبرة ملكو بجماعة النخيلة، صباح الأحد 7 شتنبر 2025، تنظيم زيارة جماعية تخليدًا للذكرى الرابعة لرحيل الزعيم النقابي الراحل محمد نوبير الأموي، أحد أبرز رموز الحركة النقابية المغربية.وحضر هذه الزيارة وفد هام من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يتقدمه الكاتب العام عبد القادر الزاير، إلى جانب قيادات نقابية من المكتب التنفيذي، وممثلين عن أحزاب سياسية من بينها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب التقدم والاشتراكية، وفيدرالية اليسار، إضافة إلى فعاليات حقوقية وجمعوية.وخلال هذه المناسبة، قال عبد القادر الزاير في كلمة مؤثرة: “نوبير الأموي لم يكن مجرد قائد نقابي، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، علمتنا أن الاستقلالية النقابية خط أحمر، وأن صوت العمال يجب أن يظل حرًّا لا يخضع للمساومة.” وأضاف: “نحن هنا اليوم لنؤكد أننا أوفياء لمساره، وأن الدفاع عن كرامة الشغيلة المغربية سيبقى في صلب معاركنا.”من جهته، شدد أحد أعضاء المكتب التنفيذي على أن: “الأموي ظل رمزًا للصمود، وواجه الضغوط والتحديات بشجاعة نادرة، تاركًا إرثًا نقابيًا يجب أن يحمله الجيل الجديد بكل وعي ومسؤولية.”ويأتي هذا الموعد السنوي كتقليد وفاء للرجل الذي ارتبط اسمه بتأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سنة 1978، والتي قادت معارك بارزة في تاريخ العمل النقابي بالمغرب. ومن بين المحطات الكبرى التي بصم عليها الأموي، إضراب 20 يونيو 1981 بالدار البيضاء، والذي واجه خلاله العمال والمتظاهرون حملة قمعية عنيفة عُرفت لاحقًا بـ”انتفاضة الخبز”. وقد رسّخ هذا الحدث صورة الأموي كصوت جريء للطبقة العاملة في مواجهة السياسات الاقتصادية والاجتماعية المجحفة.
كما عُرف الراحل بمواقفه المبدئية التي دفع ثمنها اعتقالًا وسجنًا أكثر من مرة، وظل متمسكًا باستقلالية النقابة عن الأحزاب والسلطة، ما جعله مرجعًا نضاليًا ورمزًا لرفض المساومة في قضايا العمال.وأكد المشاركون أن استحضار ذكرى الأموي يمثل رسالة واضحة بضرورة مواصلة النضال النقابي من أجل الدفاع عن الحقوق العمالية، معتبرين أن إرثه سيظل مرجعًا في مسار الحركة الاجتماعية المغربية.يُذكر أن نوبير الأموي وافته المنية في شتنبر 2021، بعد مسيرة حافلة امتدت لعقود، بصم خلالها على حضور قوي داخل الساحة النقابية والسياسية، وخلّد اسمه كأحد أبرز المدافعين عن قضايا العمال بالمغرب.