اخرى

هوس الطول في تركيا.. نساء يقصرن سيقانهن للزواج 

تشهد تركيا في السنوات الأخيرة موجة لافتة من العمليات الجراحية المرتبطة بالطول، حيث لم تعد الجراحة التجميلية تقتصر على الوجه والجسد، بل امتدت إلى العظام ذاتها. فبينما يسعى رجال قصيرو القامة إلى إطالة سيقانهم، تجد بعض النساء طويلات القامة أنفسهن في الاتجاه المعاكس، فيخضعن لعمليات تقصير الأطراف رغبة في التوافق مع “مقاييس الزواج المثالية” في المجتمع.

هذه العمليات، التي باتت تُجرى بكثرة في عيادات إسطنبول، لا تسوق فقط كإجراء طبي، بل كـ”حزمة متكاملة”، تشمل إقامة في مستشفيات فاخرة، وجولات سياحية، ووجبات في مطاعم راقية، بل وحتى رحلات بحرية على البوسفور. وكأنها رحلة سياحية تتوج بعملية جراحية تغير شكل الحياة.

من الناحية النفسية، تكشف هذه الظاهرة عن ضغط اجتماعي مزدوج الرجال يطاردون الطول باعتباره رمزاً للثقة والهيبة، والنساء يهربن من طول زائد يخشين أن ينفر الشريك المحتمل.

ويرى خبراء علم الاجتماع أن الأمر يتجاوز البعد الطبي إلى كونه انعكاساً لصورة نمطية متجذرة، حيث يقاس الجمال والرجولة والأنوثة بمعايير جسدية صارمة. بل إن الظاهرة تعكس نوعا من الاغتراب الجسدي، إذ أصبح الجسد يعامل كمنتج قابل للتعديل وفق “طلب السوق العاطفي”.

أما من الناحية الطبية، فيحذر جراحون من أن هذه العمليات ليست سهلة كما يروج لها، إذ تنطوي على مخاطر عدة كالتهابات العظام، آلام مزمنة، وتشوهات محتملة في المشي. ومع ذلك، يزداد الإقبال عليها مدفوعا بوعود الثقة بالنفس وتحقيق القبول الاجتماعي.

لتبقى الأسئلة مفتوحة: هل نحن أمام جراحة تجميلية مشروعة، أم أمام صناعة جديدة تغذيها هواجس القبول والحب في عصر يعيد تشكيل معاييره الجمالية باستمرار؟

نعيمة ايت إبراهيم

تطوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى