أخبار وطنية

الأمير هشام العلوي يطالب بـ”القطع مع نتنياهو” ولكن ليس مع “الشعب الإسرائيلي”

أحمد رباص ـ تنوير
انتقد الأمير هشام العلوي الأجهزة الأمنية المغربية، مشيرا إلى ما اعتبره “إزعاجا” وتجاوزا للصلاحيات، من خلال “ممارسات مستهجنة”. في الجزء الثاني من مقابلته، المنشورة هذا الأربعاء في صحيفة “إل كونفيدينشال” الإسبانية، أشار ابن عم الملك محمد السادس إلى ممارسات مثل “التدخل في الحياة الخاصة”، و”اختلاق فضائح جنسية”، وحتى “الابتزاز”.
دون أن يورد أي أمثلة واقعية لتوضيح وجهة نظره، اعتبر مولاي هشام هذه الأساليب “مستهجنة”، “من وجهة النظر الإسلامية” التي تؤمن بالمبدإ الديني المتمثل في حفظ كرامة الأفراد.
تأتي هذه التصريحات ردا على سؤال من وسائل الإعلام الإسبانية حول احتمال وجود “صراع علني بين الأجهزة المغربية”.
في هذا الصدد، استنكر الأمير ما وصفه بـ”نظام يلجأ إلى المراقبة والتلاعب القضائي والخنق الاقتصادي، ويسعى أيضا إلى تهميش الناس من خلال اتهامات بسوء السلوك الجنسي، من بين أمور أخرى”. وفي حديثه للجريدة الإسبانية، أضاف أن الأجهزة الأمنية “لم تكن لتقتصر على مهاجمة المواطنين والمعارضين، بل بدأت أيضا في مهاجمة بعضها البعض”.
وبحسب هشام العلوي، فإن الأجهزة الأمنية “استخدمت هذه الأساليب ضد رؤسائها وقادتها”. تأتي هذه التصريحات وسط ردود فعل قوية عقب سلسلة التسريبات التي التي قامت بها منصة “جبروت دي زد” التي يستبعد نسبتها إلى جارتنا الشرقية. ولو أنها تبدو وهي تُحاكي سلسلة المقالات الناقدة للمغرب والتي نشرتها مؤخرا صحيفة “لوموند”..
بصفته عميدا لجامعة برينستون وابن عم الملك محمد السادس، اعتقد “الامير الأحمر” أن الأنظمة العربية يمكن أن يطغى عليها الغضب إذا لم تتوقف عن دعم إسرائيل وأن المغرب سيستفيد من “قطيعة” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون إنهاء علاقاته “مع الشعب الإسرائيلي”.
في الجزء الأول من مقابلة نشرتها صحيفة “إل كونفيدنسيال” الإسبانية يوم الثلاثاء، رأى الأمير مولاي هشام العلوي أنه يجب على المغرب أن يقطع مع الحكومة الإسرائيلية، ويحافظ على علاقاته مع الشعب الإسرائيلي. وتأتي هذه التصريحات بعد عامين تقريبا من بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يعاني الآن من الإبادة الجماعية وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وفي هذا السياق، يرى ابن عم الملك محمد السادس أن القطيعة ضرورية أيضاً من جانب الأنظمة العربية الأخرى، نظراً للسخط الشعبي على العلاقات مع إسرائيل. ومع ذلك، فهو يحدد طبيعة هذا الإجراء: “لا أعتقد أنه ينبغي علينا قطع علاقاتنا مع إسرائيل، لأن هذا القطيعة هي الهدف النهائي، مهما كانت القاعدة الدولية. ولا يمكننا مقاطعة المجتمع المدني الإسرائيلي. على العكس من ذلك، يجب أن نجذبها، ونقنعها، ونحولها إلى حليف، حليف ليبرالي لا عزله“.
كما اعتقد مولاي هشام، مدير معهد الدراسات المعاصرة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى بجامعة برينستون بالولايات المتحدة، أن “المغرب في وضع فريد للقيام بذلك، لأن لدينا تاريخا من التعايش”. ورأى أنه “علينا الاستفادة منه، وإدامة هذا التقليد، ولكن بذكاء”.
كما دعا الأمير هشام العلوي حماس إلى إطلاق سراح الرهائن المدنيين الإسرائيليين، وذلك في معرض تناوله للوضع الحالي، على المستوى الإقليمي، موضحا أيضا أن «إسرائيل حققت انتصارات عسكرية، خاصة ضد إيران، ويعتقد أن لديها الفرصة لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
بالنسبة إليه، “الحكومات العربية ليست مؤيدة للفلسطينيين” في هذا السياق، “لأنها أرادت دائما إرضاء الولايات المتحدة”. وأكد أن التوتر يزداد و”يتطور الشعور بالتضامن الشعبي”. ولذلك فإن الحكومات العربية في موقف صعب؛ وأن
حل الدولتين أصبح مهملاً؟
ومع ذلك، وبالنظر إلى أن حل الدولتين لم يعد ممكنا، يؤكد هشام العلوي في هذا الوقت أنه لن يكون هناك نزوح جماعي للسكان الفلسطينيين من أراضيهم. وقال إن “الفلسطينيسن لن يغادروا. وأعتقد أنهم سيقاومون بمعركة شجاعة ستكون تاريخية”. وشدد المتحدث على أن لديه انطباعا بأنهم سيفوزون في النهاية. ذلك أن إسرائيل “استعمرت المنطقة بأكملها، وأنشأت شبكة من الطرق والاسوار بين المستعمرات، بحيث لم يعد حل الدولتين موجودا. ولن تتحرك إسرائيل إلا بالقوة”.
وقال الأكاديمي إنه من الممكن أن تتغير الأمور خلال عشر أو خمس عشرة سنة، لكن الأوان سيكون قد فات.
تسترجع هذه التصريحات ما سبق لهشام العلوي أن قاله في اليوم الموالي ليوم 7 أكتوبر 2023. فبعد أيام قليلة من حالة الحصار التي فرضتها إسرائيل على غزة، أصر بالفعل على أن حل الدولتين لم يعد قابلاً للتطبيق، “بسبب سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة”. على هذه المنصة وفي نفس السياق، ادعى أنه مع القدرات “المحدودة وتصميم هائل”، تم تقويض سياسة الردع وأسطورة “مناعة الجيش الإسرائيلي” من قبل الفلسطينيين.
وجد هذا الموقف استمرارًا وامتدادا في مقابلة مولاي هشام مع الجريدة الإسبانية. فقبل هذا الحوار مع الجريدة الإسبانية، كان الأكاديمي يرى أنه في الوضع الحالي، سيكون هناك من ضمن الحلول الممكنة “شكل من أشكال الكونفدرالية أو من أشكال السيادة المشتركة في مناطق مختلفة”. وقال: “حان الوقت، وأعتقد أنه سيتم إيجاد حل. ولا ينبغي لنا أن ننسى أن المشكلة الأيرلندية موجودة منذ خمسمائة عام. استغرق الأمر خمسة قرون”. وأكد أن مستقبل الفلسطينيين لا يجب بالضرورة أن يكون شبيها بمستقبل الأمريكيين الأصليين.
يذكر أنه اعتبارا من 7 أكتوبر 2023 حتى الآن، قتل الاحتلال 64605 مدنيا فلسطينيا وأصاب 163319 بجروح، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى