مجتمع

اجتماع 24 يوليوز بين الوزير الميداوي والنقابة الوطنية للتعليم العالي : حوار زائف وخيانة الوعود

 عبد الحق غريب

لا يختلف إثنان على أن أي حوار اجتماعي لا يمكن أن ينجح وان تكون مخرجاته ذات مصداقية إلا على أساس الثقة المتبادلة والالتزام بالوعود… وان من يفتقد للمصداقية لا يستحق تحمل المسؤولية او الجلوس إلى طاولة الحوار.

في هذا السياق نستحضر الحوار بين وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والنقابة الوطنية للتعليم العالي يوم 24 يوليوز الماضي..

خلال هذا الاجتماع، وعد الوزير المكتب الوطني للنقابة بعدم إحالة مشروع القانون 59.24 على المسطرة التشريعية، قبل مناقشته..

وكما قال ايمانويل كانط : “الوعد ليس مجرد التزام أمام الآخر، بل هو التزام أمام ضميرك أولا”

إلا ان النقابة فوجئت يوم 28 غشت بإدراج مشروع القانون ضمن جدول أعمال المجلس الحكومي والمصادقة عليه..

وهذه خطوة تكشف خيانة الالتزامات واعتماد أسلوب المناورة، وتكشف قناع الحوار الزائف الذي يتستر وراءه السيد الوزير، وتطرح سؤالا جوهريا حول جدوى اللقاءات التشاورية إذا كانت القرارات محسومة مسبقا..

بل اكثر من ذلك، والخطير في الأمر هو ما يلي :

إذا أخذنا بعين الاعتبار تاريخ اجتماع النقابة مع الوزير يوم 24 يوليوز، وتاريخ المصادقة على مشروع القانون يوم 28 غشت (أي حوالي 4 أسابيع)، والعطلة الصيفية، والمدة المطلوبة بين إحالة المشروع على الأمانة العامة والمصادقة عليه من المجلس الحكومي، فإن الوزير الميداوي ربما كان على الأرجح يعلم قبل الاجتماع أن مشروع القانون قد أُحيل بالفعل على الأمانة العامة.. والأسوأ في كل هذا أن المعطيات الزمنية المشار إليها أعلاه، قد تعطي الانطباع بأن السيد الوزير ربما كان يتظاهر بالجدية أمام النقابة، في خرق واضح لأسس الحوار والاحترام الواجب تجاه الشريك الاجتماعي.

إن احترام أسس الحوار الاجتماعي ليس ترفا، بل شرطا أساسيا لبناء الثقة وضمان سلم اجتماعي مستدام… وما وقع يوم 24 يوليوز يثبت أن أي إخلال بالالتزامات أو التفاف على الوعود ينسف مصداقية الحوار ويدفع نحو فقدان الثقة… والنتيجة هو هذا الاحتقان والتوتر الذي تعرفه الجامعة، والمرجح للتصعيد..

لذلك، يبقى التقيد بقواعد الحوار والاحترام المتبادل السبيل الوحيد لإنجاح أي تفاوض جاد ومسؤول.. والخطوة الأولى تبدأ بسحب القانون 59.24 وإعادته إلى طاولة الحوار..

وعلى اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، التي ستجتمع يوم 14 شتنبر، أن تكون في مستوى اللحظة التاريخية وأن تحسم موقفها بما يليق بثقة الأساتذة الباحثين وانتظاراتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى