جهود المغرب في مجال إزالة الكربون

أحمد رباص – تنوير
تتخذ جهود المغرب لإزالة الكربون منحى استراتيجياً يشمل دعم تنافسية المقاولات عبر قانون جديد لتصريح الكربون، وتعزيز الطاقات المتجددة والهيدروجين، وتقليل انبعاثات قطاعات كالزراعة والنقل، كما يعتمد على شراكات دولية مع البنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوربي لإعادة البناء والتنمية لتمويل التدقيقات الطاقية وبرامج الانتقال الطاقي.
تتمثل جهود المغرب في مجال إزالة الكربون في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة إلى 52% بحلول 2030 و 80% بحلول 2050، ووقف تطوير محطات الفحم الجديدة، وتكثيف جهود إزالة الكربون في الصناعة والفوسفاط والقطاع الزراعي، بما في ذلك دعم التنقل الكهربائي وتطوير الهيدروجين الأخضر، فضلاً عن تطوير إطار قانوني وتنظيمي لدعم هذه الجهود وتعزيز تنافسية المقاولات.
يعكس هذا التوجه التزام المغرب بالحياد الكربوني، ويتجلى في تقدمه في مؤشر الأداء المناخي العالمي ويضعه كقائد إقليمي في مجال الطاقة النظيفة.
أدوات وسياسات إزالة الكربون
قانون جديد لتصريح الكربون: قدمت وزارة الصناعة والتجارة مشروع قانون لتعزيز تنافسية المقاولات من خلال تعيين هيئة وطنية مرجعية لمنح الشهادات المتعلقة بمحتوى الكربون، مما يدعم جهود إزالة الكربون في سياق ضريبة الكربون المفروضة على الواردات.
تشجيع الطاقات المتجددة: تسعى لجنة الاقتصاد الأخضر وإزالة الكربون في الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى ديمقراطية استخدام الطاقات المتجددة وتشجيع اعتماد تدابير النجاعة الطاقية، بالإضافة إلى دعم تطوير الهيدروجين والأمونيا كوقود نظيف.
مشاريع ملموسة: يواصل المغرب تنفيذ سياسات طموحة لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، بما في ذلك هدف الوصول إلى 52% من الطاقات المتجددة بحلول 2030.
التخطيط الوطني لمكافحة الملوثات: تعمل المملكة، بالتعاون مع شركاء دوليين مثل تحالف المناخ والهواء النظيف، على وضع خرائط طريق لتدابير التخفيف من انبعاثات غاز الميثان في الزراعة والنفايات، وتطوير أنظمة القياس والتحقق.
التعاون الدولي والشراكات
شراكات مع مؤسسات مالية: يمول البنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوربي لإعادة البناء والتنمية جهود المغرب في مجال إزالة الكربون، خصوصا في القطاع الصناعي والقطاع الكهربائي.
تعاون مع الهيئات الدولية: يتعاون المغرب مع الوكالة الدولية للطاقة لتقاسم أفضل الممارسات في مجال الانتقال الطاقي، مما يعزز مكانته كقائد إقليمي في مجال الطاقة النظيفة.
مؤشر الأداء المناخي: يتصدر المغرب في تصنيف مؤشر الأداء المناخي لعام 2025، محتلاً المرتبة الثامنة عالميا، مما يعكس التزامه بتنمية مستدامة ورؤيته الطموحة نحو الحياد الكربوني.
رأي مجلس عبد القادر عمارة
عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يوم 28 غشت 2025، الدورة العادية الثالثة والسبعين بعد المائة (173) لجمعيته العامة، برئاسة السيد عبد القادر أعمارة، رئيس المجلس.
وقد تمت، خلال هذه الدورة، المصادقة بالإجماع على مشروع رأي المجلس حول “آلية تعديل الكربون على حدود الاتحاد الأوروبي وتأثيرها على المبادلات التجارية مع المغرب”، التي ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من يناير 2026.
تناول هذا الرأي تحليل الآثار المحتملة لهذه الآلية على الصادرات المغربية، واستشراف الفرص التي تتيحها، خاصة في ضوء استراتيجية إزالة الكربون التي شرعت بلادنا في تنفيذها منذ عدة سنوات بهدف تعزيز تنافسيتها في هذا المجال.