نماذج من ردود الأفعال الرافضة لضم مايسة إلى حزب “الكتاب”

أحمد رباص ـ تنوير
في تدوينة نشرت يوم أمس، رحب نبيل عبد الله، الأمين الدائم لحزب التقدم والاشتراكية، بمايسة سلامة الناجي كمرشحة للانتخابات التشريعية المقبلة تحت يافطة حزبه. واعتبر الحاج الشيوعي أن التحاق مايسة بحزبه يشكل خطوة وصفها بالـ”طيبة” لأنها في نظره “تعزز ما يشكله اليوم حزب التقدم والاشتراكية من قوة جاذبة وما يحظى به من احترام بيّن وتقدير كبير في أوساط مختلفة”. وأضاف بنعبد الله أن التأثير “الواسع” و”الشعبية المؤكدة ” والـ”قدرات التواصلية الهامة”، كل ذلك “سيدعم لا محالة مسلسل التحاق كفاءات نيرة كثيرة بالحزب ويوطد سعيه الحثيث نحو تشكيل (…) حركة اجتماعية مواطنة واسعة، رافضة للتوجه الحكومي الفاشل الحالي، ومدافعة عن بديل ديمقراطي تقدمي يساير الطموحات المشروعة لأوسع فئات شعبنا”.
كانت هذه التدوينة فرصة مناسبة أتاحت لجمهرة من مستعملي الفضاء الازرق التعبير عن آرائهم حول هذه النازلة. والملاحظ على هذه الآراء أنها نهجت في معظمها نهجا انتقاديا تم تصريفه بأساليب نقدية تتوزع بين الرفض القاطع والهجو اللاذع.
في السياق الخاص بالرفض القاطع، رأى أحد المتفاعلين أن “الحقيقة التي لا يمكن إغفالها هي أن السياسة لا تُبنى على الوجوه المؤثرة افتراضياً بقدر ما تُبنى على البرامج الواقعية القادرة على تغيير أوضاع المواطن”، مشيرا إلى أن “ما يحتاجه المغاربة اليوم ليس مزيداً من التسويق لوجوه جديدة، بل التزاماً صادقاً ببدائل عملية تعالج الفشل الحكومي وتقدم حلولاً ملموسة لقضايا الشغل، الصحة، والتعليم”. وأكد هذا المستعمل أن “الرهان الحقيقي يكمن في تجديد الثقة بين المواطن والسياسة عبر ممارسات مسؤولة ونزيهة، بعيداً عن منطق الاستقطاب الظرفي أو الحسابات الانتخابية الضيقة”؛ لأن المستقبل، في نظره، “لن يُصنع بالشعارات، بل بجرأة المواقف وصدق الالتزام تجاه الشعب”.
في نفس الإطار، كتب مستعمل آخر يقول إن “مواقف السيدة المتحولة وغير المستقرة وضد التيار أحيانا قد تكون نقمة عوض نعمة مهما كان تأثيرها في مواقع التواصل الاجتماعي التي تبقى فضاء لا يبنى عليه الرهان، ويكون أحيانا للتسلية والتفاهة”.
ونجد متفاعلا آخر اكتفى بطرح هذا السؤال: “ألهذه الدرجة أصبحت قيادة الحزب ضعيفة تنتظر من مايسة استقطاب وجوه جديدة؟”
واعتبر أحد المستعملين أن هذه الخطوة غير موفقة،و قد تضر بصمعة الحزب. وافترض أن “مايسة الحرباء المتلونة قد تكون تعمل لجهات مشبوهة. فهي سليطة اللسان، وتأتي أحيانا بمعلومات حساسة لا نعرق مصدرها”. وأعاد إلى الأذهان أنها “تورطت مؤخرا بالسبعين مليون التي أخذتها من أخنوش”، مخمنا أنها “قد لا تصلح للسياسة، وقد تصلح أكثر للدعاية والإشهار لمواد التجميل” بدلا من “السياسة والتطلع إلى خذمة الحزب”. ويبرر هذا المتدخل موقفه بكون “الواقع السياسي بشكل عام فاسدا، وهناك ساسة كثر فاسدون، ولهذا يتمنى من الحزب ألا يتورط في ضم مايسة لصفوفه، لأنها، في نظره، “ستجلب له العار والفضيحة”.
نكتفي بهذه النماذج من التدخلات التي تفيد رفض التحاق مايسة لحزب على يعته، وننتقل الآن إلى التعاليق الساخرة لنختار منها أمثلة دالة.
في هذا المقام، ندرج تعليقا توشح بلون الكوميديا السوداء إذ نلفاه يقول: “نرى ان افرازات السوشل ميديا وجدت أيضا طريقها إلى الأحزاب”، معتبرا ذلك فاقدا للأهمية على كل حال، إذ سبق لمثل هذه الوجوه أن تغلغلت في المسرح والسينما، وهي بذلك ليست بعيدة عن التمثيل، دون أن نعرف هل الأمر يتعلق بتمثيل الشعب ام يالتمثيل على الشعب.
واتسم تعليق أحد المستعملين الظرفاء بسخرية مشوية ب”الطنز العكري” حيث قال: “شوف مع إلياس المالكي حتى هو عندوا شعبية كبيرة داخل مجتمع الكيك”.
وما يبعث حقا على الضحك تعليق جاء فيه أن “مايسة سلامة الناجي هي إظافة هامة للمشهد السياسي، ونقلة نوعية في مسار حزبكم، بدون شك لها من الطاقة والكفاءة والشخصية ما يؤهلها لتصبح وزيرة، هنيئا لكم بها وهنيئا لنا بها لنرى الفرجة في البرلمان. فما أحوجنا للفرجة!”. بنفس السخرية، قال مستعمل آخر: “الأستاذة مايسة تتمتع بمؤهلات كبيرة وببنية معرفية فوقية وسفلية تخولها جذب عيون وأصوات الناخبين، ناهيك عن وضوح تضاريس إيديولوجيتها القائمة على الإغراء الفكري والتمايل الإيديولوجي. وكثرة المساحيق التي تحميها من هجمات الخوانجية والمتربصين.”
ختاما، تجدر الإشارة إلى أن مايسة سبق لها وأن أعلنت عن عزمها على تشكيل حزب اختارت له اسما مناسبا، ولكن بعد تعبيرها عن رغبتها في الالتحاق بحزب التقدم والاشتراكية وتلبية نداء زعيمه الخالد، تبين الآن أنها فشلت في مسعاها الأول ووجدت أمامها عراقيل كأداء حالت دون تحقيق مبتغاها. ويحق لنا أن نتساءل عما إذا دعا نبيل بنعبد الله أعضاء برلمان حزبه للتداول في نقطة ضم مايسة إلى صفوفه، أم هو رأي مخصوص به شخصيا فرصه فرضا على الأعضاء وكأنهم مجرد أفراد يتلقون الأوامر من الزعيم ولا يملكون إزاءها إلا يباركوها. فأين هي الديمقراطية الداخلية؟