لبنى نجيب*: تطبيق صارم لمدونة الشغل الحالية بدل تعديلات تخدم مصالح الباطرونا

تعديل مدونة الشغل في صيغتها الحالية، ليس إلا ضربا للمكتسبات التي ناضلت من أجلها الطبقة العاملة لعقود طويلة. فالتعديلات المطروحة لا تحمل أي نية لإصلاح حقيقي، بل تسعى بالأساس إلى إضعاف الضمانات القانونية المرتبطة بمسطرة الفصل والطرد التعسفي، وهو ما يعني فتح الباب واسعاً أمام الباطرونا لاستباحة حقوق الأجراء دون محاسبة.
المشكل لا يكمن في النصوص القانونية، بل في غياب تطبيقها. فمدونة الشغل الحالية تتضمن مقتضيات واضحة وصريحة كفيلة بحماية العمال من الاستغلال، غير أن الدولة تتغاضى عن تفعيلها وتترك الباطرونا تتمادى في خرقها، خصوصاً في ما يتعلق باحترام الحد الأدنى من الحقوق الأساسية. وبالتالي، فإن النقاش الحقيقي الذي يجب أن يُفتح هو حول ضرورة التطبيق الصارم للمدونة الحالية لا فتح الباب أمام تعديلات جديدة تخدم مصالح أرباب العمل.
ويبرز ذلك جلياً في ملف ساعات العمل بالنسبة لحراس الأمن الخاص، حيث تلوّح الوزارة دائماً بذريعة “المرونة” لتبرير استغلال هذه الفئة، في حين أن الواقع يكشف انتهاكاً صارخاً لحقوقهم الأساسية، إذ يُجبرون على ساعات عمل طويلة بأجور هزيلة ودون توفير وسائل الحماية الاجتماعية.
المدونة يجب أن تكون سداً حصيناً لحماية العمال، لا أداة بيد الباطرونا والوزارة لتشريع الهشاشة. فالمكتسبات التي تحققت بفضل نضالات وتضحيات جسام، لن يُسمح بالمساس بها تحت أي ذريعة.
——————————————————-
(*) الكاتبة العامة للنقابة الوطنية لاعوان الحراسة الخاصة والنظافة والطبخ المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل