اخبار جهوية

جهة العيون الساقية الحمراء.. هل يحيي الاتحاد والاستقلال عظام الكتلة وهي رميم؟

محمد جرو/تنوير
غير خاف على الجميع أن جهات الصحراء المغربية الثلاث شكلت خزانا مهما من الأصوات في كل الإنتخابات بأنواعها مما رفع من نسبة المشاركة، خاصة آخر انتخابات الثامن من شتنبر 2021 التي قطعت مع القطبية، وأفرزت تصدر لاعب حديث النشأة ضمن أوائل الأحزاب وهو حزب التراكتور الذي حل ثانيا وراء الحمامة، لكن بالصحراء المغربية ظل الميزان متصدرا بل وحصد مقاعد الجهة والإقليم، ووصل ذلك إلى السمارة العاصمة الروحية للأقاليم الصحراوية وآسا الزاك شرقا بجهة گلميم واد نون، ثم مقاعد بجوهرة الصحراء المغربية الداخلة.
اليوم عيون الساقية الحمراء والسمارة كانتا على موعد مع زيارة قائدي حزب الوردة، (للعيون وطرفاية-الجمعة19شتنبر) ادريس لشگر ونزار بركة (السمارةـ20شتنبر). دلالات الزيارتين لاتحمل إلا إعادة رسم خريطة إنتخابية بالمنطقة في ظل معطيات جديدة قد تفضي إلى تحالفات أخرى خاصة مع مارافقهما (الزيارتين) من ردود أفعال محلية عكستها الصور المنتشرة بمواقع التواصل الإجتماعي والصحافة المحلية. والبداية من اللقاء التنظيمي لحزب الوردة الذي عقد مؤتمرا إقليميا لتجديد التنظيم. وسجّل المؤتمر حضورا لافتا لشخصيات سياسية محلية أبرزها السيد بدر الموساوي، رئيس بلدية المرسى عن حزب الاستقلال، والسيد السالك الموساوي، الذي يُعد من أبرز داعمي حزب الاتحاد الاشتراكي بالعيون. ويعكس هذا الحضور تقاطعات سياسية محلية قد تؤثر في موازين القوى الحزبية بالمنطقة.
زيارة إدريس لشكر للعيون وحضوره مأدبة غداء على شرفه من قبل الطيب الموساوي، قد تعكس تحالفات محلية جديدة بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال.
ليس من الصدفة أن يلتقي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالعيون وحزب الاستقلال بالسمارة، حيث يبدو أن هناك تحولات سياسية وتحالفات محلية تتغير في الأفق.
زيارة إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إلى العيون وتواجده في لقاء جماهيري بحضور شخصيات من عائلة الموساوي، التي ترتبط بعلاقات مع حزب الاستقلال، قد تعكس دينامية التحالفات الحزبية المحلية المبنية على المصالح المشتركة.
لفهم ذلك نعود إلى مقتطفات من شريط الثامن من شتنبر 2021. وبحسب معطيات من ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، فقد حاز حزب الاستقلال على مقعدين، فيما حصلت أحزاب الأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على مقعد لكل حزب. وحسب نفس المصدر، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية بإقليم العيون ارتفعت إلى 68.65 في المائة، و66.94% في جهة العيون الساقية الحمراء على التوالي. فهل ستكون نفس النتائج بانتخابات 2026 و2027؟
من جهة أخرى، وارتباطا بالحدثين البارزين بالمنطقة، وهما لقاء تنظيمي لحزب الوردة بالعيون وطرفاية، ولقاء تواصلي بالسمارة. ففيما اختار حزب الاتحاد الإشتراكي شعار اللقاء :معبّؤون، ملتزمون ومصطفون ربحا لرهان التنمية والوحدة الترابية”. اختار الميزان شعار: “الأقاليم الجنوبية للمملكة.. دينامية تنموية متواصلة”، وتحدث نزار بركة في كلمته بالسمارة عن التنمية بالاقاليم الصحراوية ومنها قرب فتح طريق ينطلق من السمارة في اتجاه موريتانيا، مؤكدا أن الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية هو الحل الوحيد، وداعيا المواطنين المغاربة بتندوف ألى العودة إلى وطنهم وإلى الأقاليم الصحراوية بالتحديد التي تحتاج إلى شبابها وشاباتها من أجل مزيد من التنمية..
وزيارة القائدين الإتحادي والإستقلالي للمنطقة تصب في اتجاه ربما “تكسير” أو التقليل من حضور الأحرار خلال لقاء ماي الماضي للعيون والداخلة، في إشارة منه أنه “كاين” وينتظر أن ينسق عضوا الكتلة الديموقراطية، الإتحاد والإستقلال بالمنطقة ليقطعا الطريق على محاولات من أحزاب منافسة التي تستعد للتكتل، خاصة بالعيون للحد من “قوة”الآلة الإنتخابية لآل الرشيد، بينما ستكون مهمة اختيار مترشحين من الميزان بالسمارة صعبة لتعدد الزعامات هناك، أو قد يستعمل نزار بركة صلاحيات منحه إياها المؤتمر 18 في اختيار الزعامات بعد عرض اللائحة للمصادقة، بينما سيكتفي حزب الوردة بتزكية ذات الوجوه ومنها الشابة ذكورا وإناثا من لفيف قبلي متنوع أو قد يبحث عن وجوه جديدة بعد التحاقات ينذر بها مستقبل الأحزاب بالمنطقة المتسمة بالتكثلات القبلية. فهل يفلح الحزبان في إعادة الروح لعظام الكتلة الديموقراطية وهي رميم انطلاقا من الصحراء المغربية، ولو بشكل ثنائي، تاركين لحزب الكتاب العضو الثالث المتبقي من الكتلة، بعد تفتيت المكون الأساسي منظمة العمل الديموقراطي الشعبي، واختياره الإصطفاف في صفوف اليسار في تجربة أفقدته وهجه، خاصة مع رحيل هامة ومؤسس رئيسي لهذه الكتلة الفقيد محمد بن سعيد آيت أن دإيدر /سيترك إذن الحزبان الرئيسيين فرصة التنسيق بمناطق أخرى من الجهات الصحراوية الثلاث خاصة جهة گليميم واد نون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى