وجهة نظر

جمعة مباركة -بوهندي مصطفى 

تسديد التبليغ

بوهندي مصطفى 

أسفت كثيرا أثناء صلاة الجمعة من تركيز الخطيب على ما سماه، تبعا لوزارة الاوقاف تسديد التبليغ، وأظن ان أكثر المصلين انتابهم نفس الشعور، خصوصا والمغاربة أصبحوا كلهم عالمين بأن خطة التسديد خطة صهيونية لمنع الناس من التجاوب مع الجرائم التي يقوم بها الكيان الغاصب والغرب الغدار. ومنعهم من التعاطف مع الشهداء والقتلى والجرحى المقاومين والمدنين بما فيهم من أطفال ونساء وشيوخ وشباب نازحين ومشردين. قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لعل صاحبنا بعد توجيهاته لتربية الاطفال، سيدعو لهؤلاء المستضعفين المظلومين ضد الصهاينة المجرمين بشهادة العالم اجمع والامم المتحدة، وكل اصحاب الاديان بما فيهم يهود العالم، الذين يتبرأون من جرائم بني صهيون.

لم أتمالك نفسي لما أقام صاحبنا الصلاة، فخرجت من الجموع وانا اردد: حتى الدعاء لأهل غزة وفلسطين منعه عنهم تسديد التبليغ. وأقمت صلاتي في سيارتي.

أعرف ان الاسف لا يرد حقا يغتصب، وحقنا على ملكنا العزيز وحكومته الموقرة أن يحموا حمى الدين والوطن، وفلسطين هي امتداد وطننا، وهي الواجهة التي تخوض المعركة الفاصلة بلا سند ولا معين ، لتحمي بقية الاوطان العربية والاسلامية، بصمودها وشهدائها والدمار والتهجير والابادة والثقة ان نصر الله قادم. والعدو الاسرائيلي الذي توظفه أمريكا والغرب من ورائها في تنفيذ مهامها القذرة، قد قرر ابادة هذا الشعب ومحوه من الخريطة، ليصنع خريطة شرق اوسط جديد، ليس فيها مكان لفلسطين العربية، ولا للقدس الاسلامية. والذي أعتقده أن دولتنا المصونة وملوكها الاشاوس، وعلى رأسهم جلالة المغفور له الحسن الثاني قد تقلد مهام لجنة القدس وتحملها بعده جلالة محمد السادس نصره الله وأيده، لن يوفروا جهدا ولا سندا سواء للقدس ولفلسطين الا وقدموه كما هو ديدنهم. لكنني أخشى أن يغلبوا على الاستمرار فيما عودونا عليه، بسبب المؤامرات الشيطانية التي يقوم بها نتنياهو وحليفه ترامب، فهم لا يراعون في مؤمن الا ولا ذمة. ولا يرتدعون بوعد ولا ميثاق، وكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم. وهم يرغبون في خلق فجوة بين الحكام وشعوبهم، حتى لا يستطيعون التلاحم معهم ومواجهة إجرامهم وعدوانهم. وحتى اوضح المسألة، فوزارة الاوقاف اعلنت خطة تسديد التبليغ، ورغم ما في الخطة من اهداف علمية وامنية لا يجادل فيها أحد، لكنها تضمنت أهدافا صهيونية تجعل المغاربة مقطوعين عن اخوانهم المعتدى عليهم في فلسطين وغزة. سواء بالخطب أو حتى بالدعاء الذي لا دخل لأحد من أهل السياسة فيه، خصوصا ان كان هو العدو، وبالاخص عدوا دينيا ارهابيا مارقا عن العالم كله، ومجرما ضد المسلمين في كل العالم ايضا.

وإني اذ أكتب رسالتي هذه الى من يهمه الأمر، اريد تنبيههم الى أن الخضوع للاملاءات الدينية الصهيونية لا يخدم مصلحة البلاد، ويفقد الشعب الثقة بالمسؤولين، ويجعلهم متواطئين مع العدو وان كانوا لا يقصدون.

مقابل ذلك، اتساءل مع السيد صاحب خطة تسديد التبليغ، عن احتفال الصويرة الذي حضرته طائفة من مجلس المدينة وطائفة من المجلس العلمي للمدينة، وظلوا في احتفالاتهم التهليلية اربعة ايام، وكان من جملة ادعيتهم الدعاء لنصرة الجيش الاسرائيلي الغاشم، على شعبنا النازح المحتل في فلسطين. كيف نفسر مشاركة هذه الحكومة المغربية بوزرائها واوقافها في هذه الانشطة العدوانية ضد البلاد والعباد؟ وأين حكومة صاحب الجلالة لمنع هذا الاجرام الذي كان في حق المغرب والمغاربة وبرعاية سلطاتهم المدنية والدينية؟ واين هي خطة تسديد التبليغ الدينية. وهل هي صالحة على المسلمين المغاربة لصالح اليهود. ولا تسري على اليهود لصالح المسلمين المغاربة في مدينة الصويرة المغربية.

ان ما تقوم به الجهات المسؤولة ليس في صالح هذا البلد الأمين وأمنه واستقراره والتحامه، وإنما يخدم العدو الصهيوني الذي انما يعيش على التفرقة والعدوان. فأرجو ان يلتقط من يهمه الامر بعض الرسائل النافعة الواردة في هذا البيان، من مواطن مغربي عادي محب لدينه ووطنه وملكه، وما أريد الا الاصلاح ما استطعت، وما توفيقي الا بالله. والسلام على من اتبع الهدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى