حشدت تدعو الدولة إلى الاستجابة لمطالب الشباب وتتضامن مع اعضائها ومناضلي الحزب الذين تعرضوا للقمع والاعتقال

أحمد رباص – تنوير
في بيان مخصص للرأي العام الوطني وصادر عن حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية المنضوية تحت لواء الحزب الاشتراكي الموحد، ورد أن بلادُنا شهدت خلال اليومين المنصرمين موجةً عارمة من الاحتجاجات الشعبية الواسعة، عكست بجلاء حجمَ الغضب الاجتماعي المتراكم في أوساط الشباب وعموم الكادحين.
وأشار البيان الذي توصلت “تنوير” بنسخة منه إلى أن الجماهير خرجت لتعبر، بطريقتها الفورية، العفوية، والصادقة، عن رفضها القطعي لاستمرار سياسات التفقير والتهميش، وعن سخطها على الاستهتار الممنهج بكرامة المواطن وحقوقه الأصيلة.
لكن حشدت لاحظت في بيانها أنّ هذه الدينامية الشعبية قوبلت، مع شديد الأسف، بممارسات قمعية وباعتقالات تعسفية طالت عددا من الشباب المناضل، من بينهم مناضلو حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية والحزب الاشتراكي الموحد، في انتهاك صارخ لحقهم الدستوري في الاحتجاج السلمي. وسجلت أن بطش التدخلات العنيفة لم يسلم منها حتى ممثلو الشعب، إذ تعرضت الرفيقة نبيلة منيب، البرلمانية والأمينة العامة السابقة للحزب الاشتراكي الموحد، لاعتداء مُدان يمس بكرامة المؤسسة التشريعية ويشكك في حرمة العمل السياسي الجاد.
وأكد أعضاء حشدت انخراطهم المبدئي واللامشروط في مختلف المعارك الشعبية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وعتبروا أن ما جرى خلال احتجاجات يومي السبت والأحد ليس سوى صرخة جيل أنهكته البطالة، وأرهقه لهيب الأسعار، ووأد غيابُ الأفق طموحاته، فاختار الشارع فضاءً لإسماع صوته بعدما أُوصدت دونه كل الأبواب.
كما استنكرت، بأشد العبارات، سياسة القمع المُمَنهَج والاعتقالات ذات الطابع السياسي، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة المعتقلين، وفي طليعتهم مناضلو الشبيبة والحزب.
هذا، وعتبرت حشدت أن ما تعرضت له الرفيقة نبيلة منيب لطخة عارٍ تكشف الطبيعة السلطوية في التعاطي مع كل صوت معارض، حتى وإن صدر من داخل المؤسسات نفسها.
واعتبر أصحاب البيان أن صوت الشارع اليوم ليس حدثًا عابرًا ولا نزوة وقتية، بل هو إنذار سياسي واجتماعي بليغ، ينبغي أن يُقرأ بعقلانية ومسؤولية، بدل الاستمرار في نهج سياسة الهروب إلى الأمام. ذلك أن شباب المغرب يستحق تعليما عموميا راسخا، وشغلا كريما يضمن كرامته، وخدماتٍ صحيةً تحفظ إنسانيته، وحرياتٍ مصانةً ممارسةً لا شعارًا، كما يوضح البيان.
بناء على ما سلف، تدعو حشدت الدولة إلى الوقف الفوري لكل أشكال القمع والتضييق، وإطلاق حوار وطني صادق ينطلق من المطالب الاجتماعية المستعجلة للشباب والطبقات الشعبية، وبلورة سياسات بديلة تجعل الإنسان في صلب التنمية، لا الأرقام الجوفاء والشعارات المستهلكة.
ختاما، اؤكد الشبيبة الديمقراطية التقدمية أنها ستظل في الصفوف الأمامية، صوتا جريئا لا يُساوِم، ومرآةً صادقةً لأحلام وآلام الجيل الجديد، في معركة بناء مغرب العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقّة.