اسمى ج
الرباط – تحيي الأسرة الملكية والشعب المغربي غدًا الإثنين ذكرى ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، وهي مناسبة تسلط الضوء على حضورها المتميز في العمل الاجتماعي، وعلى التزامها الدائم بخدمة القضايا الإنسانية، خصوصًا رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي مقدمتهم الأطفال الصم والبكم.
لقد كرست صاحبة السمو الملكي مسيرتها لمبادرات إنسانية ترتكز على قيم التضامن والمواطنة، حيث تولي اهتمامًا خاصًا بفئة الأطفال ضعاف السمع من خلال مؤسسة للا أسماء التي ترأسها. هذه المؤسسة الرائدة وفرت، منذ عقود، تعليمًا متخصصًا يجمع بين الابتدائي والثانوي، مدعومًا بأحدث التقنيات مثل الأجهزة السمعية وزراعة القوقعة، مما ساعد المستفيدين على الاندماج والتغلب على العزلة.
وتوجت جهود المؤسسة بخروج أول فوج من تلامذتها نحو التعليم العالي سنة 2018، بفضل شراكات مع كلية العلوم بالرباط والجامعة الأورومتوسطية بفاس. كما لم تغفل المؤسسة التكوين المهني، إذ تقدم برامج في مجالات متعددة كالتطريز والنسيج والحلاقة والفنون التشكيلية، بشراكة مع مراكز الصناعة التقليدية.
ويعكس الدعم المتواصل الذي تمنحه الأميرة لهذه الفئة الهشة، حرصها على تحقيق الإدماج الاجتماعي وضمان تكافؤ الفرص. وفي هذا السياق، شهدت سنة 2025 أنشطة متميزة لسموها، منها استقبالها للسيدة الأولى لجمهورية السلفادور، غابرييلا رودريغيز دي بوكيلي، وزيارتها لمؤسسة للا أسماء بالرباط، فضلًا عن رئاستها لحفل نهاية السنة الدراسية للمؤسسة.
كما قامت سموها بزيارة جامعة غالوديت بواشنطن، حيث أشرفت على توقيع مذكرة تفاهم مع المؤسسة الأمريكية المتخصصة في تعليم الصم وضعاف السمع، مما يعكس انفتاح المؤسسة على التجارب الدولية. وإلى جانب ذلك، ترأست الأميرة إطلاق النسخة الثالثة من برنامج “متحدون، نسمع بشكل أفضل” بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط.
وعلاوة على التزامها الاجتماعي، تهتم سمو الأميرة كذلك بالأنشطة الثقافية والرياضية، وتشغل منصب الرئيسة الفخرية لجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة، ما يؤكد تعدد مجالات عنايتها الإنسانية.
إن الاحتفاء بذكرى ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء هو احتفاء بمسيرة إنسانية استثنائية، جعلت منها رمزًا للعمل الخيري والاجتماعي، وعنوانًا لالتزام راسخ بخدمة الأطفال الصم والبكم وبكل ما يعزز قيم التضامن والكرامة داخل المجتمع المغربي.