مجتمع

آلو المجلس الوطني لحقوق الإنسان

حميد قاسمي – تنوير
أي وهم هذا الذي يجعلكم تحيون بين الصمت والغياب، كأنكم ورق محفوظ في أدراج باردة؟ ..
الشارع يشتعل بأسئلة المستقبل، وشباب يتقدمون الصفوف بوجوه مكشوفة، بينما أنتم تلوذون بحياد يشبه خيانة الذاكرة.
ألا ترون أن الحق في التظاهر السلمي لم يعد شعاراً دستورياً يُتلى في المناسبات، بل هو صرخة وجودية، يقابلها قمع لا يعرف سوى لغة الحديد؟ ..
ألا يدمي قلوبكم أن تتحول الكرامة إلى ركام، والحرية إلى أطلال، في زمن تتباهى فيه الأمم بمصائر حقوق الإنسان؟ ..
ما معنى مؤسسة تراقب ولا تنطق، تسجل ولا تحتج، تكتب ولا تفضح؟ ..
أليس الحياد في لحظة الانتهاك أفظع من الانتهاك ذاته؟ ..
أليس التاريخ أرحم من حاضر يخون نفسه، حين يفرّط في أبنائه وهم يسقطون على أرصفة الغضب؟.
إن صمتكم وصمة، وإن حيادكم لعنة، وإن انتظاركم مسافة أخطر من العنف نفسه. إن دولة الحق والقانون ليست مسودة تُكتب على ورق الدستور فحسب، بل هي صيرورة يومية، إما أن تُحمى بالتضحيات أو تُجهض بالصمت.
صرخة اليوم ليست سؤالاً عابراً، بل نداء للذاكرة كي لا تسقط، وللضمير كي لا يموت، قبل أن يحاسبكم الغد على كل حرف لم تقولوه، وكل حق لم تدافعوا عنه، وكل صرخة لم تصغوا إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى