عزيزالحنبلي

في قلب الحركية المرورية بجنوب الدار البيضاء، يبرز الجسر المعلّق لسيدي معروف كأحد أبرز المشاريع الحضرية التي غيّرت وجه التنقل عند أكبر مداخل العاصمة الاقتصادية. الجسر، من فئة الجسور المعلّقة بالحبال (Pont à haubans)، دخل الخدمة في 10 ماي 2019 بعد سنوات من الأشغال عند بدال سيدي معروف حيث تتقاطع محاور رئيسية تربط وسط المدينة بمطار محمد الخامس والطريق السيار A7 نحو أكادير.

• الطول الإجمالي لأرضية الجسر: 224 متراً.

• ارتفاع البرج الوحيد المائل: 75 متراً.

• الغاية الهندسية: تأمين انسيابية العبور فوق التقاطع والترامواي، وتقليص زمن الرحلة عند مدخل المدينة الجنوبي.

يندرج الجسر ضمن برنامج تنمية الدار البيضاء، وموِّل بشراكة بين وزارة التجهيز وجماعة الدار البيضاء والمديرية العامة للجماعات الترابية؛ فيما بلغت كُلفة الإنجاز حوالي 442 مليون درهم وفق معطيات نشرتها وسائل إعلام استناداً إلى الجهات المشرفة.

منذ فتحه، ساهم الجسر في تفكيك نقطة سوداء مرورية كانت تُعيق تدفق آلاف المركبات يومياً، وربط بشكل أكثر سلاسة بين المنطقة الصناعية لسيدي معروف، طريق المطار، ومحاور نواحي برشيد وبوسكورة. تقارير فنية وصحفية وصفت المشروع بأنه تبادل حضري ثلاثي المستويات يشمل الجسر المعلّق ومحاور ولوجية ومدارات سفلية.

بعد وضعه في الخدمة، خضع الجسر لعملية إضاءة معمارية ذكية عزّزت حضوره الليلي عبر أكثر من 400 كشاف ونقطة LED بنظام تحكّم عن بُعد يسمح بتوليد تشكيلات لونية متعددة—في مشروع قُدِّرت ميزانيته بنحو 9.5 ملايين درهم.

تسير بالتوازي أشغال تحويل بدال سيدي معروف إلى عقدة هجينة بثلاثة مستويات لاستيعاب ما يصل إلى 140 ألف مركبة يومياً، مع توسيع مقاطع إلى 2×5 مسارات وبناء ثمانية منشآت فنية؛ بكلفة تقارب 500 مليون درهم، على أن تنتهي الأشغال بحسب المعطيات الرسمية والإعلامية مع نهاية 2025. هذا الورش يأتي ضمن حزمة طرقية لِتأهيل مداخل الدار البيضاء قبيل الاستحقاقات الرياضية الكبرى.

لا يقتصر الجسر على بُعده الوظيفي؛ فهو إشارة عمرانية تُعلي قيمة الفضاء العام وتُعيد تشكيل صورة المدخل الجنوبي للمدينة، في انسجام مع مشاريع صيانة وترقية منشآت العبور (قناطر، ممرات، أنفاق) التي تتولاها مؤسسات التهيئة بالمدينة.

يمثّل جسر سيدي معروف نموذجاً لِتدخّل حضري يجمع بين الهندسة المتقدمة والتخطيط المروري والجمالية المعمارية. ومع استكمال أشغال تهيئة العقدة الطرقية المحيطة به، يُرتقب أن تتعزّز أكثر سيولة الحركة نحو المطار والمحاور الصناعية، وأن يرسخ الجسر مكانته كمعلم حضري يوازن بين الأداء والهوية البصرية للدار البيضاء.