وجهة نظر

بنو أمية أصلهم ذهب! الجولاني يلغي ذكرى 6 أكتوبر وعيد الشهداء *حذف مناسبتين إرضاء لإسرائيل والعثمانيين الجدد- إدريس عدار

   أصدر أبو محمد الجولاني، رئيس الأمر الواقع بدمشق، مرسوما يحدد أيام العطل الرسمية والأعياد، تم بموجبه حذف مناسبتين وإضافة أخريين، إذ تم إلغاء الاحتفال بذكرى السادس من أكتوبر وهي ذكرى الحرب ضد الكيان الصهيوني 1974، وكذلك يوم الشهداء، الذي يخلد ذكرى استشهاد العشرات من السوريين على يد جيش العدوان العثماني.
وأضاف المرسوم ذكرى الثورة (18 ماي) وعيد التحرير (8 دجنبر). الأول يصادف انطلاق المؤامرة الكونية على سوريا، والثاني يصادف ذكرى تسليم الشام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة بسوريا).
غالب الثورات لا تلغي التذكير بالأيام السابقة إلا ما كان منها خاصا برأس هرم السلطة. وللتدقيق ما جرى في سوريا كتبنا عنه كثيرا وليس له علاقة بالثورة وإنما هو ترتيب دولي وإقليمي وتوظيف للمال العربي الفائض عن الحاجة، ولا حاجة أصلا نقضيها به، ولهذا لا نستغرب إلغاء سوريا بأم عينيها.
السادس من أكتوبر يجسد حدثا هاما بالنسبة للجيش العربي السوري، وليس خاصا بأحد وليس خاصا بحافظ الأسد، الذي كان حينها رئيسا للجمهورية وقائدا للقوات المسلحة السورية. وبالتالي هذا اليوم هو من أيام سوريا بغض النظر عمن يوجد في هرم السلطة.
ولقد رسّخ “الإخوان المسلمون” لازمة آثمة مفادها أن الأسد الأب والابن لم يطلقا رصاصة واحدة على إسرائيل.
الذكرى التي ألغاها رئيس الأمر الواقع، الذي لا يتوفر على حالة مدنية وتعريف وشهادة تعليمية، كانت انتصارا للجيش العربي السوري، بالنظر للقوى التي كانت تواجها سوريا، ففي هذا اليوم قام الطيران السوري بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان شارك في الهجوم قرابة الـ 100 طائرة مقاتلة سورية، كما فتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف لتنطلق وحدات وقطاعات الجيش العربي السوري مخترقة خط آلون الدفاعي وصولاً إلى مشارف بحيرة طبرية مكبدة القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.
ويذكر أنه قد كانت توجد بالجولان قوات مقاتلة تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية التي تُعرف بالتجريدة المغربية وما زالت قبور شهداء الجيش المغربي في سوريا.
وتم خلال هذه المعارك استعادة عشرات المواقع السورية التي تم احتلالها سنة 1967، ومنها جبل الشيخ وتم رفع العلم السوري فوق القنيطرة، وكل المواقع التي أعادت إسرائيل احتلالها بعد تمكين الجولاني من دمشق كان قد استعادها الجيش العربي السوري.
كان بالإمكان تحقيق أكثر من ذلك ولكن موازين القوى لم تكن لصالح سوريا، فقد كان الجيش الإسرائيلي مهزوما بما يعني ذلك من معنى الهزيمة، وبعد أن تدخل الجيش الأمريكي وفتح خطوط دعم قادمة من إيران وتركيا، ولهذا لن ترضى إسرائيل بانقلاب الوضع حيث أصبح الوجود الإيراني مهددا لها، كما هدد وزير الدفاع الصهيوني آنذاك موشي دايان، بقصف دمشق بالسلاح النووي.
وبعد جولات وحرب استنزاف تم الاتفاق على فض الاشتباك، ومنذ ذلك التاريخ لم تتحرك إسرائيل شبرا واحدا داخل سوريا، ولم يتجرأ الطيران الإسرائيلي على الأجواء السورية إلا بعد “الثورة اللقيطة” سنة 2014، وتم رسم قواعد اشتباك جديدة بعد إسقاط طائرة حربية إسرائيلية سنة 2017.
أما عيد الشهداء فهو مناسبة وطنية يتم الاحتفال به في السادس من ماي بكل من سوريا ولبنان، وهو تخليد لأحكام الإعدام التي مارسها الجيش العثماني بحق الوطنيين بسوريا ولبنان، واختير هذا اليوم تجسيدا للعدد الكبير من الشهداء الذين اعدموا في مثل هذا اليوم سنة 1916.
القاسم المشترك بين إلغاء ذكرى 6 أكتوبر وعيد الشهداء هو ارتباطهما بإسرائيل وبتركيا، الأولى التي تصول وتجول في الأٍرضي السورية منذ الثامن من دجنبر من السنة الماضية، الذي تحول إلى “عيد التحرير”، والغريب أن يكون التحرير بداية للاحتلال وتدمير كل قدرات الجيش السوري، والثانية، أي تركيا فهي الراعي الرسمي لـ”الثورة السورية”.
فهل هذا الإلغاء إرضاء لإسرائيل وتركيا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى