ثقافة و فن

جائزة نوبل في الأدب 2025: كريستيان كراخت، جيرالد مورنان، الكاتب الياباني هاروكي موراكامي… أسماء مفضلة لدى النقاد

سمير حنا خمورو
اليوم الخميس 9 أكتوبر، على الساعة الواحدة ظهرًا في ستوكهولم، ستعلن الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للآداب، إحدى أعرق جوائز الأدباء في العالم، والتي تبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون يورو).
بعد فوز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ Han Kang، أول امرأة آسيوية تحصل عليها، عام 2024، يتوقع نقاد الأدب والمراقبون أن تُمنح الجائزة هذا العام لشخصية أدبية أوروبية أو أنجلو ساكسونية. ومن بين المرشحين الأوفر حظا: السويسري كريستيان كراخت Christian Kracht، الذي يُعتبر من أعظم الكُتّاب باللغة الألمانية، والأسترالي جيرالد مورنان Gerald Murnane..
كريستيان كراخت، الكاتب السويسري المعروف في العالم الناطق باللغة الألمانية، يحظى بشهرة واسعة: فقد حضر جميع أعضاء الأكاديمية السويدية مؤتمره في معرض غوتنبرغ للكتاب مؤخرا، وهي إشارة اعتبرها العديد من النقاد، بمن فيهم بيورن ويمان Björn Wiman من صحيفة أخبار اليوم Dagens Nyheter السويدية ، مؤشرا كاشفا (المصدر: وكالة فرانس برس). كراخت، المولود عام 1966، هو مؤلف كتاب “الموتى والإمبراطورية” Les Morts et l’empire، الذي حقق نجاحا باهرا في ألمانيا. أما أحدث أعماله، “الهواء” Air، فيمزج بين السريالية والنقد الاجتماعي بأسلوب معاصر بامتياز.
فاز كراخت بجائزة الكتاب السويسري وجائزة هيرمان هيسه الأدبية (Hermann-Hesse-Literaturpreis) في عام 2016 عن روايته Die Toten (الموتى)، في حين حققت رواية “الموتى و الإمبراطورية” نجاحا كبيرا في سويسرا وكانت واحدة من أكثر الكتب مبيعا في ألمانيا في عام 2012. وتتأرجح رواية الكاتب الأخيرة، “الهواء”، بين الواقع والخيال، وتمزج بين انتقاد الاستهلاك والسعي الوجودي.
اما جيرالد مورنان، فهو شخصيةٌ كتومةٌ وإن نالت إشادةً نقديةً، يُستشهد به بإصرار. وُلد عام 1939، في إحدى ضواحي ملبورن لأبٍ مُحبّ لسباقات الخيل، ونشأ في منزل كاثوليكي. يعيش هذا الأسترالي المنعزل بعيدا عن عالم الأدب، بعيدا عن أي استراتيجية إعلامية. يُعدّ الكاتب الأسترالي جيرالد مورنان وزميله الكاتب الأسترالي الأصل أليكسيس رايت من بين أكثر الأسماء التي يُستشهد بها.
روايته “السهول” Les Plaines نشرت (1982)، التي أشادت بها مجلة النيويوركر ووصفتها بأنها “تحفة فنية غريبة” أقرب إلى الحلم منها إلى الكتاب، تُعدّ أحد ركائز أعماله التي اتسمت بالأحلام والذاكرة والعزلة، تغمر القارئ في عالم مُلاك الأراضي الأستراليين، بأنه “تحفة فنية.
تقول جوزفين دي جريجوريو Josefin de Gregorio الناقدة الأدبية في صحيفة من صحيفة سفينسكا داجبلاديت (المصدر: وكالة فرانس برس): “أتمنى أن يفوز؛ أريد أن يكتشف المزيد من الناس أعماله الرائعة”.
من الكتاب اللذين يتكرر اسمهم للفوز بجائزة نوبل للآداب الياباني هاروكي موراكامي Haruki Murakami . وُلِد هذا الكاتب في عام 1949، حققت رواياته ومقالاته وقصصه القصيرة أعلى المبيعات في اليابان وعلى الصعيد الدولي، حيث تُرجمت أعماله إلى 50 لغة وبيعت منها ملايين النسخ خارج اليابان.
حاز موراكامي على العديد من الجوائز عن أعماله، بما في ذلك جائزة غونزو للكتاب الجدد، وجائزة الخيال العالمي، وجائزة تانيزاكي، وجائزة يوميوري للأدب، وجائزة فرانك أوكونور الدولية للقصة القصيرة، وجائزة نوما الأدبية، وجائزة فرانز كافكا، وجائزة كيرياما للخيال، وجوائز جودريدز تشويس لأفضل رواية. من أعماله البارزة: الغابة النرويجية (1987)، وقائع الطائر الآلي (1995-1994)، كافكا على الشاطئ (2002)، رجال بلا نساء (2014)، مقتل القائد (2017)، المدينة وجدرانها الغامضة (2024).
يظهر متنافسون آخرون بانتظام في قوائم المراهنات وفي المقالات الافتتاحية: الكندية آن كارسون Anne Carson، والروماني ميرسيا كارتاريسكو Mircea Cartarescu، والمجري لازلو كراسناهوركاي László Krasznahorkai، والهندي أميتاف غوش Amitav Ghosh، والأرجنتيني سيزار آيرا César Aira، والمكسيكية كريستينا ريفيرا غارزا Cristina Rivera Garza، والتشيلي راؤول زوريتا Raul Zurita
وهكذا، قد تعود قارة أمريكا الجنوبية إلى السباق، بعد خمسة عشر عامًدا، أي منذ تتويج ماريو فارغاس يوسا Mario Vargas Llosa، عام. 2010 قبل أن يتوفاه الأجل في أبريل2025.
منذ انطلاقها، هيمن الرجال والكُتّاب الغربيون على جائزة نوبل في الأدب. من بين 121 فائزا، لم تكن هناك سوى 18 امرأة، ويظل المؤلفون من لغات غير أوروبية أقلية.
من الصعب معرفة تفاصيل عملية الاختيار: فمداولات لجنة التحكيم ظلت سرية منذ خمسين عاما. وسينتهي التشويق قريبا، حيث سيحصل الفائز على 11 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل مليون يورو تقريبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى