أخبار وطنية

الصحراء المغربية: في ثلاث جلسات للجنة الرابعة 124 دولة تدعم الحكم الذاتي وروسيا تلتزم الحياد لأول مرة

محمد جرو/تنوير:
فيما ظلت مواقف الجزائر (البوليساريو) فنزويلا كوباأنگولا والمكسيك متوقفة عند “تقرير المصير”و”تصفية الإستعمار” والحديث عن ميثاق الأمم المتحدة وقرار الجمعية العامة رقم 1514 الصادر يوم 14دجنبر 1960(لم تكن دولة اسمها الجزائر موجودة، بل أدخلت الكتلة الإفريقية هذه الدولة ضمن الدول الإفريقية التي يجب أن تتمتع باستقلالها) وكان بدعم من 43 دولة آسيوية وإفريقية من ضمنها المغرب، وهي كانت من الدول الراعية له. المغرب كان جزء من التحرك لإنهاء الاستعمار ودعم حق الشعوب في الاستقلال،بل كان ذلك نتيجة ضغط واسع من دول العالم الثالث والكتلة الناهضة ضد الاستعمار في ذلك الوقت.
المغرب لعب دورا مهما في الأمم المتحدة بعد استقلاله عام 1956، ودافع بقوة عن حق الشعوب في تقرير المصير حسب قرار 1514. المغرب شدد على وحدة أراضيه وعلى حل النزاعات الإقليمية بالطرق السلمية، خاصة في قضية “الصحراء الغربية” وكذلك الدفاع عن استقلال “الشقيقة والجارة الجزائر. “وأول ما حصلت على هذا المطلب (الإستقلال سنة1962) وجهت أسلحتها وأرادت تفريغ حقدها بدفع من الجهات المعادية نحو المغرب في مواجهة مايعرف “بحرب الرمال” وتلقت هزيمة عسكرية لولا “وساطات عربية” لوصل الجنود المغاربة إلى تندوف المغربية واسترجعوا المناطق المغربية بالداورة والساورة وغيرهما ولم يتم أسر إلا ست جنود ومنهم والدي أطال الله في عمره وشافاه بعد تلقيه لرصاصتين على مستوى القلب والذراع الأيسر، ورحم رفاقه ممن شاركوه الأسر بقبو تحت الأرض لمدة تسعة أشهر بينما أسر المغاربة أكثر من 100 جندي ومن حيل وتحايل العسكرتاريا البومدنيينية (الراحل هواري بومدين ومن معه) أنهم التجؤوا لأسر مدنيين بنقطة بشار من جمارك وقوات مساعدة وغيرهم من المدنيين…
بقيت ترسبات تلك المواجهة التي رجحت كفة المغرب إلى حد الساعة وتداعياتها أثرت على المنطقة برمتها والبداية بطرد 45 الف مواطن مغربي عقب تنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975..فيم
إلى ماذا إذن تستند الجزائر وحليفاتها على القرار 1415 استجدت قرارات سابقة لمجلس الأمن منذ 2018 (مثل 2440، 2468، 2494، 2548، 2602، 2654، 2703) وتشير في مضمونها إلى أهمية مبادرة الحكم الذاتي المغربية كإطار لحل النزاع بل وتؤكد على ازدياد التوتر ومناوشات جبهة البوليساريو والمطلب الذي تريده من بعثة الينورسو وهو مراقبة تطبيق “حقوق الإنسان بالصحراء”وهي ليست مهمة للبعثة الأممية،رد المطلب بمطالب هذه الدول بالقلق المتزايد حول انتهاكات حقوق الإنسان بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف وعلى هذا المستوى ،40 دولة أعلنت دعمها رسمياً في مجلس حقوق الإنسان، وتهجير الأطفال لوجهات غير معروفة وتجنيدهم ضمن مقاتلي الجبهة مع الإشادة بالتنمية وفتح القنصليات في العيون والداخلة.
ناهيك عن طرح قضية تبخر أو تحويل المساعدات الإنسانية لوجهات غير التي ترسل من أجلها ودبجت بعض القرارات للأمين العام حول نقطة أساسية وهي هجومات مقاتلي الجبهة على المينورسو ومنعها من أداء مهمتها بعدم استعمال المروحيات وغيرها من التحرشات قرب جدار الصد للجيش المغربي .. أو المناطق العازلة (تفاريتي ومحيطها).
هنا والآن، زاد عدد الدول التي تؤيد مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للأقاليم الصحراوية ووصل عدد الداعمين إلى 124 دولة عبر العالم ..
فقد عقدت ثلاث جلسات للجنة الرابعة أيام سادس وثامن و10 اكتوبر الجاري تميزت بجديد يسجل للتاريخ حول ملف عمر لنصف قرن وهو حياد روسيا (عضوة مجلس الأمن)والتي كانت سابقا شبه داعمة للطرح الجزائري منذ مايعرف بالحرب الباردة أو المعسكر الإشتراكي الذي تتبناه الجارة الشرقية (الجزائر) وبعض الدول الإفريقية ومنها أنگولا وجنوب إفريقيا (التي انشق موقفها الرسمي بخروج حزب جوما MBK الرئيس السابق بموقف داعم للحكم الذاتي) إلى جانب فنزويلا كوبا والمكسيك، فقد اختارت روسيا أثناء تدخل ممثلها عدم ذكر نزاع الصحراء وهي نقطة جد مهمة بحسب الملاحظين بالنظر لقوة روسيا عضوة مجلس الأمن وربما عينها كذلك على الإستثمار بالاقاليم الصحراوية التي تغري مستثمرين من دول عظمى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي انتقلت كما اسلفنا من الإعتراف بمغربية الصحراء والدفاع عن مخطط الحكم الذاتي إلى تشجيع الرأسمال الأمريكي لفتح وانشاء مشاريع بالمنطقة الزاخرة بثروات مهمة وتحديدا التي يتصارع عليها العالم وتتعلق بالمعادن (جبل تروبيكال بمياه الداخلة البحرية-نموذجا) وثروات مختلفة بحرية و أخرى ستكون مجالا للصراع بين المستعمر القديم للصحراء إسبانيا التي تملك معطيات دقيقة بحكم إستحواذها على أرشيف الصحراء ولعل فوس-بوكراع (الفوسفاط) واحد من الثروات التي يتزايد الطلب العالمي عليه، وبفضل بوكراع وخريبكة يعتبر المغرب أول مالك لأكبر احتياطي في العالم ومصدر له الى جانب الهند.
معطى جديد يسجل خلال جلسات اللجنة الرابعة التي تجدون كرونولوجيا مرافقة لهذه الورقة، وهو حضور فعاليات المجتمع المدني من المنطقة لأول مرة تحضر منظمة أو جمعية “صحراويون من أجل السلام” التي تقدم بنظرها “الحل الثالث” المبني على مبدإ “لاغالب ولامغلوب” إذ حضر ممثلون عنها في شخص بريكلا ومحمد شريف لأول مرة بعدما شاركت في أشغال الأممية الإشتراكية لاسطنبول؛ وذلك بغاية تأكيد أن جبهة البوليساريو ليست الممثل الوحيد للصحراويين كما تزعم وتدعي الجبهة.
من جهة أخرى مرتبطة بملف الصحراء هناك اعتراف فلندا والدانمارك (وتضمان جالية صحراوية )الموجودين شمال أوروبا.
ففي سادس غشت 2024، فنلندا أصبحت أول دولة شمالية وأوروبية تدعم رسميًا سيادة المغرب على الصحراء وخطة الحكم الذاتي.وقالت إن خطة الحكم الذاتي “مساهمة جادة وموثوقة” لحل النزاع ومتوافقة مع جهود الأمم المتحدة.
الدنمارك من جهتها أعلنت دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية رسميًا في سبتمبر 2024 كـ18 دولة أوروبية تؤيدها.إعتبرت الدنمارك حل النزاع يكمن في خطة الحكم الذاتي وتعمل من أجل أن يصبح قاعدة صلبة لاتفاق بين الأطراف.
هذا الدعم جاء بعد لقاء بين وزيري خارجية المغرب والدنمارك، وعزز الزخم الدولي لصالح موقف المغرب.الجميع بالمنطقة والعالم ينتظر جلسة مجلس الأمن مرجح منتصف اكتوبر الجاري لتقديم الأمين العام أنطونيو گوتيريس لتقريره بعدما زار المنطقة مبعوثه الشخصي ديميستورا وعقد لقاءات بنيويورك وجنيف وقد يتم تمديد مدة انتداب مهمة المينورسو التي تكلف اكثر من 70 مليار دولار سنويا بينما تعرقل عملها جبهة البوليساريو وكانت مخاوف سجلت سابقا من كون الولايات المتحدة على عهد دونالد ترامب “هدد”بإمكانية سحبها من المنطقة لأن الولايات المتحدة من المساهمين في تمويلات منظمات مثيلة أنهى مهامها ترامب بمناطق متفرقة بالعالم .. والإنطلاق نحو ترجمة المقترح المغربي القاضي بمنح سكان المنطقة صلاحيات في إطار حكم محلي تحت السيادة المغربية وهناك نماذج عالمية يحتدى بها نجحت في خفظ منسوب التوترات وإنهاء الحروب التي خلفت دمارا كبيرا وأوقفت عجلت التنمية والتقدم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى