أخبار وطنية
روسيا تؤكد التزامها بالحلّ السياسي ضمن الأمم المتحدة في ملف الصحراء المغربية وتوسّع خارطة التعاون مع الرباط
منذ أسبوعين
204 2 دقائق

عزيز الحنبلي
موسكو – الخميس 16 أكتوبر 2025. في زيارةٍ وُصفت بأنّها ذات حمولة سياسية واقتصادية عالية، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بما اعتبره “الموقف المغربي المتوازن” من الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أنّ “عواصم الجنوب العالمي، ومنها الرباط، تُدرك أن التسوية المستدامة تمرّ عبر معالجة جذور الأزمة، بما فيها المعضلات الأمنية المرتبطة بتوسّع البنية التحتية للناتو قرب حدود روسيا”. جاء ذلك خلال ندوةٍ مشتركة مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في موسكو.
وفي معرض استعراضه لأجندة المحادثات، أعلن لافروف وبوريطة التوقيع على مذكرة لإنشاء لجنة عمل مشتركة بين وزارتي الخارجية لتسريع مشاريع التعاون، على أن يتابع الجانبان ملفات الاستثمار والتبادل التجاري خلال الدورة الثامنة للجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي التي يترأسها بوريطة بالاشتراك مع نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف، يوم الجمعة في موسكو.
من جهته، وصف ناصر بوريطة روسيا بأنها “شريكٌ موثوق وعزيز ولاعبٌ مهم على الساحة الدولية، ومفاوضٌ نزيه يمكن الوثوق به دائمًا”، مبرزًا دينامية التبادل السياسي بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة، ومؤكدًا نقل تحيات الملك محمد السادس إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن محادثات اليوم تُخصَّص للملفات السياسية، على أن تُستكمل غدًا بالقضايا الاقتصادية ضمن آلية اللجنة المشتركة.
سجّل الطرفان “مستوى عالياً من التفاعل” في المجالات الإنسانية، خاصة التعليم؛ حيث أفاد لافروف بأن عدد الطلبة المغاربة في الجامعات الروسية يبلغ نحو 4250 طالباً، مع استعداد موسكو لتوسيع طاقة الاستقبال وتلبية رغبات الملتحقين الجدد. كما شدّد الجانبان على رفع حجم المبادلات التجارية واستكشاف مجالات استثمارية جديدة في ضوء الشراكة الإستراتيجية الموقَّعة منذ 2016.
إقليميًا، بحث الوزيران آخر تطورات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل، مع تأكيد الحلول السياسية واحترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وفي ملف فلسطين، رحّبت موسكو بالتقدم المسجَّل في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، داعيةً إلى جعل الهدنة “مستدامة” لإيصال المساعدات والانتقال إلى إعادة الإعمار، فيما نُوّه بدور المغرب التقليدي عبر رئاسة الملك محمد السادس لجنة القدس.
حضر ملف الصحراء في مباحثات موسكو، حيث أكد الجانبان استمرارية التشاور في ضوء النقاشات الجارية بمجلس الأمن. ونقلت وسائل روسية ودولية أن زيارة بوريطة تندرج في مسار تعميق الشراكة الإستراتيجية وتكثيف التنسيق قبيل استئناف الاستحقاقات الأممية ذات الصلة، مع إبراز أهمية القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف.
قراءة أولية: ما الذي تعنيه رسائل موسكو والرباط؟
-
تموضع متوازن للرباط: إشادة لافروف “بتوازن” المغرب في أوكرانيا تُعطي للرباط هامشَ حركةٍ دبلوماسيًا مع موسكو والغرب معًا، وتُبقي قنوات الطاقة والتجارة والتعليم مفتوحة.
-
تفعيل الأدوات العملية: إنشاء لجنة العمل المشتركة يُحوّل الخطاب السياسي إلى آليات تنفيذية، على أن تُترجم سريعًا في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة (الدورة الثامنة).
-
زاوية غزة: الترحيب الروسي بالتقدم في الهدنة وتأكيد دور المغرب يضع البلدين في خانة الداعمين للمسار السياسي–الإنساني، مع اشتراط استدامة وقف النار كأساس للإعمار.
-
قضية الصحراء: استمرار إدراج الملف في مباحثات رفيعة يُظهر أنّ الرباط تسعى لحشد تفاهماتٍ أوسع، بينما تُبقي موسكو خطابها على قاعدة “الحلول السياسية” واحترام أطر الأمم المتحدة.




