مجتمع

نساء فيدرالية اليسار يؤسسن “نَفيد”: جبهة نسائية للتغيير ومجتمع المساواة والكرامة

عزيز الحنبلي بوزنيقة – 15 أكتوبر 2025
أعلنت فيدرالية اليسار الديمقراطي تأسيس منظمة نسائها تحت اسم “نَفيد” خلال مؤتمر وطني انعقد يومي 11 و12 أكتوبر 2025 بالمركب الدولي للشباب والطفولة ببوزنيقة، تحت شعار: “النساء قوة للتغيير… من أجل مجتمع الحرية والكرامة والمساواة”. وجاء الإعلان في بلاغ ختامي نشره الموقع الرسمي للفيدرالية.

قال البلاغ إن المؤتمر جاء في سياق اجتماعي واقتصادي متأزم، مع استمرار سياسات عمومية “نيوليبرالية” عمّقت الفوارق وأضعفت الخدمات الأساسية، وتراجع الثقة في المؤسسات، إلى جانب اتساع مظاهر التضييق على الحريات وارتفاع العنف والتمييز ضدّ النساء.

أكدت المنظمة أن رؤيتها ترتكز على ثلاث دعائم مترابطة:

  1. مدوّنة أسرة قائمة على المساواة وتفعيل هيئة المناصفة بصلاحيات تقريرية، ورفع أشكال الحيف في الزواج والطلاق والحضانة والإرث؛

  2. الكرامة والعدالة الاجتماعية عبر استقلالية اقتصادية للنساء، وتصحيح الاختلالات المجالية، وتحسين شروط العمل والحماية الاجتماعية خاصة في القطاعات الهشّة؛

  3. بناء جبهة نسائية موحّدة للتغيير تضمّ قوى نسائية وحقوقية ونقابية ومدنية لدفع أجندة المساواة والحرية والكرامة.

و دعت “نَفيد” إلى ما وصفته بـ“ثورة ثقافية” موازية للإصلاح القانوني: مراجعة المناهج التعليمية، وإنتاج إعلام يعزّز صورة المرأة كمواطنة فاعلة، ودعم الإبداع النسائي كرافعة للوعي والتحرر. كما شددت على إعادة توجيه السياسات الاقتصادية لمحاربة الفقر والهشاشة، خصوصاً في العالم القروي والمناطق المهمشة.

واشار البلاغ إلى تموقع المغرب في المرتبة 137 من أصل 148 دولة في مؤشر الفجوة بين الجنسين لعام 2025، وإلى أن نسبة أمية النساء “تقارب النصف”، ومشاركتهن الاقتصادية “لا تتعدى 20%”، فيما تتعرض 57.1% من النساء لأشكال من العنف—وهو ما اعتبرته المنظمة واقعاً “غير مقبول” يستدعي تغييراً جذرياً في السياسات العمومية.

كما عبّرت “نَفيد” عن تضامنها مع نضال الشعب الفلسطيني وتحية صمود النساء الفلسطينيات، وأعلنت مساندة العاملات والفلاحات والطالبات والمبدعات، والحركات الاجتماعية والشبابية، داعية إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي باعتباره خطوة لبناء الثقة وإرساء ديمقراطية حقيقية.

يذكر انه سبق المؤتمرَ مسارٌ تحضيري شمل المصادقة على أوراق توجيهية وتنظيمية، وترويجاً لفعالياته عبر منصات رسمية وصفحات داعمة، فيما هنّأت الفيدرالية مجلس المنظمة المنتخب على نجاح أشغال المؤتمر.

 بتأسيس “نَفيد”، تُراهن نساء فيدرالية اليسار على تحويل الحضور النسائي من “موضوع للنقاش” إلى قوة فعلية للتغيير، عبر عملٍ تشبيكيٍّ حقوقيٍّ وسياسيٍّ يربط المساواة بالإصلاحات القانونية والعدالة الاجتماعية، ويضع بناء جبهة نسائية موحّدة في صلب الأجندة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى