بوادر صلح بين المغرب والجزائر بوساطة أمريكية

محمد جرو/تنوير
فيما يستمر إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر منذ سنة 1994، مع العلم بأن الجارة الشرقية هي المتسببة في ذلك الإغلاق وفرملة عجلة التنمية وصلة الرحم بين الشعبين، ظل المغرب يمد يده للمصافحة والمصالحة ومن أعلى سلطة؛ إذ تردد ذلك في خطب جلالة الملك في أكثر من مناسبة محاولا فتح آفاق جديدة والجلوس للحوار خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وفي هذا الإطار، على مرمى حجر من انعقاد مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري، أعلن عن خطة ترامب عبر وساطة أمريكية لتقريب وجهات النظر في كل القضايا الخلافية، قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن فريقه يعمل على إنجاز “اتفاق بين المغرب والجزائر”، متوقعا أن يتم “التوصل إلى اتفاق سلام خلال 60 يوما” بين البلدين الجارين، المتوترة علاقاتهما منذ عقود.
وأوضح ويتكوف، خلال مقابلة له إلى جانب “جاريد كوشنر” (صهر الرئيس ترامب)، ضمن برنامج “60 دقيقة” الشهير الذي تبثه قناة “سي بي إس” الأمريكية، أن “البحث عن السلام انتشر كالعدوى، والناس يريدون التوصل إلى السلام في مناطق مختلفة”. ولم تصدر بعد أي ردود فعل رسمية من الجانبين المغربي والجزائري على تصريح المبعوث الأمريكي، الذي يأتي بعد أيام قليلة من تصريح مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والعالم العربي والشرق الأوسط، بدعم واشنطن لمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل لقضية الصحراء الغربية. وقبل ذلك، كان بولس قد زار الجزائر أواخر يوليوز الماضي، وأكد في ختام الزيارة التي التقى فيها الرئيس عبد المجيد تبون، عزم واشنطن على تقوية العلاقات مع الجزائر، والارتقاء بها إلى مستويات أعلى.
فهل تمشي الجزائر في اتجاه “تيار ترامب” الجارف أم تحرك بعض من أوراقها المحروقة وتزداد عزلة وتتفاقم أزمتها الداخلية؟ الجزائر وبتحركات شعبية مغربية من المجتمع المدني تخشى أن تعيد المملكة المغربية طرح أحقيتها في الصحراء الشرقية وتطرح مسألة تعويض المغاربة مطرودي الجزائر سنة 1975 على طاولة الحوار للتفاوض. لذلك فهي تسلك سياسة “الهروب إلى الأمام” أملا في أن تنجو من تيار الرئيس الأمريكي ترامب الجارف.


